نشط الدكتور والكاتب محمد داود، بدعوة من نادي البيان الثقافي لمعسكر، جلسة فكرية حول الجوائز الأدبية والأهداف منها ومعايير تقديمها، من خلال مقارنة بين الجوائز الأدبية الجزائرية والعربية والغربية .
استعرض الدكتور المحاضر، تاريخ الجوائز الأدبية في الجزائر، التي ظهرت سنة 1921بهـوية فرنسية ونزعة كولونيالية، إلى غاية ظهور أول محاولة في الجوائز الأدبية بعد الاستقلال سنـة 1966، ومنها جائزة مصطفى كاتب، التي كانت متنفسا لإبدعات الشباب ولعبت دورا هـاما في تحفيزهـم، موضحا أن خلف الجوائز الأدبية التي نشأت في الجزائر، على غرار جائـزة مفدي زكرياء وجائـزة علي معاشـي
وجائزة الإبداع النسوي، وغيرها، مؤسسات تمونها وفـق أهـداف ورؤى فكرية وإيديولوجية، وعلى أساس ذلك تختلف معايير التقويـم ولا تسلم من النقد والانتقاد لاعتبارات فنيـة وإيـديولوجية مختلفـة، كما هو واقع حال عدد من الجوائز الأدبية في الوطن العربي .
وأوضح الدكتور محمد داوود، أن الجوائز الأدبية ظـاهرة صحية في حقل الإبداع، وعامل للتحفيز على الكتابة والإبداع والمشاركة، غير أن معايير التقويم حسب الأستاذ المحاضر، عادة ما تخـضع للضغوط والتوجهات الإديولوجية، مشيرا الى أن الاعتبارات الفكرية والأدبية والفنية في عملية التقويم، ليست بريئة في أغلب الأحوال وحسب مواقف الأدباء والكتاب وحتى أعضاء لجان التقويم بحد ذاتهم، وبقيت هذه المعايير نسبية في آليات التقويم وذاتـيـة أكثـر مـنها مـوضـوعية، لارتباطها بأهداف كثيرا ما تتعرض للانتقادات والتشكيك في نـزاهتها، زيادة على قيمة الجوائز المقدمة للأدباء.
وأعطى محمد داوود أمثلة لجوائز أدبية ظهرت في الوطن العربي، على غرار جائـزة (كتارا) بقطر، التي صارت تنافس الجوائز الدولية من حيث مقابلها المادي، وجوائز أخرى تأسست بدول الخليج، التي تهدف أساسا إلى التميز الثقافي والإعلامي لهذه الدول، مقارنا هذا التألق بالجوائز الأدبية التي تمنحها الدول الغربية لأدبائها، على غرار فرنسا التي اهتمت بذلك من أجل تطوير لغتها وتحصين هويتها على أساس مبدأ الدولة الوطنية.
ورافع الدكتور محمد داود، استنادا الى مواقف العديد من الأسماء الأدبية الجزائرية، من أجل إعادة النظر في القيمة المعنوية والمادية للجوائز الأدبية المؤسسة في الجزائر، مشيرا الى أن المبالغ الزهيدة التي تقدم كمقابل لهذه الجوائز لا تساهم كثيرا في دعم الإبداع الأدبي ولا تكسب الكتاب الشهرة التي يكتسبونها من افتكاك جوائز عربية أو دولية، وذلك من المشاكل التي تعترض ازدهار الأدب الجزائري زيادة على مشاكل أخرى تعترضه، منها الكتابة بلغات متعددة والنشر في دول مختلفة.