«البوابة الحكومية للخدمات العمومية”.. هذا موقع لا يمكن لجزائري أن يستغني عنه، فهو يسمح للمبحر على النت بقضاء جميع حوائجه، مهما يكن القطاع الذي يقصده، وهو حتى إن احتاج إلى “فتوى” في نازلة معينة، فإنه سيجد خدمات الشؤون الدينية بين يديه، ولا يبذل جهدا في الحصول على استجابة لسؤاله.
وليس يختلف الأمر مع استخراج بطاقة التعريف أو جواز السفر، ولا جميع وثائق الحالة المدنية، تماما مثلما هي الحال مع التسجيل للحصول على بطاقة الفنان، أو البحث عن طريقة للاستثمار، واستخراج الوثائق الضرورية لكل مشروع، مهما يكن القطاع الذي ينتمي إليه، فالشبابيك الرقمية جميعها متاحة، وهي تكفل الشّرح المفصّل الوافي، دون أن تحسّس صاحب الحاجة بأنّه يرهقها، أو يضيّع وقتها، كما كان يفعل (سيدنا البيروقراطي)، قبل زمن الرقمنة، حين تصيبنا دعوات صالحة، فنعثر عليه في مكتبه، وهنالك يتأفّف ويتبرّم، ويزّم شفتيه جزعا، ثم يلقي بالكلمة الشّهيرة: (ارجع غدوة)..
لم يعد هناك ما يدعو إلى الرجوع غدا.. فاتورة الكهرباء، مثل فاتورة الماء، وغيرها من الفواتير، يمكن تخليصها من الهاتف أو من الكمبيوتر، فالأمر لم يعد مرتبطا بمكتب البريد الذي يبدأ في إغلاق أبوابه قبل الثالثة والنصف مساء، مع أن اللافتة “تصرخ” بأن موعد الغلق الخامسة، وهذا يعني أن الأمر أفلت من يد (سيّدنا البيروقراطي) حتى صار يمكن للواحد من الناس أن يدفع ثمن الفاتورة قبل منتصف الليل أو بعده، ولا يهتم مطلقا بمواعيد الفتح والغلق التي تسجل على اللافتات..
الحاصل وما فيه الآن.. أن البوابة الحكومية للخدمات العمومية، تعِدُ بخدمات كثيرة منوعة، ولقد خصصت إيقونة لزوارها، كي يقترحوا ويضيفوا ويسهموا بما يرونه مفيدا للمواطنين.. ما يعني أن (البيروقراطي) أحيل على البطالة بصفة نهائية..