أعطت وزيرة الثقافة والفنون ، صورية مولوجي، مساء الخميس، إشارة انطلاق تصوير الفيلم الروائي الطويل لخضر بن خلوف للمخرج محمد شويخ، بقصر رياس البحر بالجزائر العاصمة.
أوضحت الوزيرة في تصريح للصحافة أن الفيلم “يدور حول شخصية فذة لها رمزية و حضور في الذاكرة الشعرية والنضالية الشعبية الجزائرية”.
وأضافت مولوجي أن الفيلم الذي سيستغرق 100 دقيقة هو إنتاج مشترك بين وزارة الثقافة والفنون، من خلال المركز الجزائري لتطوير السينما، ومؤسسة الإنتاج السينمائي الخاصة “ماكينغ اوف”، و يروي قصة سيدي لخضر بن خلوف المجاهد الزاهد و أب الشعر الملحون في القرن الـ16 و المعروف بقصائده مبرزة أن “انجاز مثل هذه الأعمال التاريخية لهذه الشخصيات الجزائرية الفذة تساهم في إحياء مآثرها و تراثها لدى الأجيال الجديدة”.
وأضافت الوزيرة أنه “خلال سنة 2022 تحصلت الوزارة على رخصة استثنائية تم بموجبها تسوية كل المشاريع السينمائية العالقة سواء الأفلام الطويلة أو القصيرة أو الوثائقية وكذا أفلام التحريك وغيرها من الأعمال الفنية” مبرزة أنه سيتم خلال منتصف شهر يناير الجاري “تنصيب لجان جديدة لدعم مختلف أصناف المشاريع وانطلاق برنامج الدعم لسنة 2023”.
من جهته، أبرز وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أن هذا الإنتاج السينمائي يتناول “شخصية صنعت اسمها في تاريخ الجزائر و في حاضرة من حواضر العلم والجهاد (مستغانم)”، مؤكدا أن سيدي لخضر بن خلوف “أرخ لتاريخ الجزائر من خلال عديد القصائد التي توارثتها الأجيال في الشعر الملحون على غرار قصيدتيه +شرشال+ و +مزغران+ التي أرخت لمعركة مزغران الشهيرة ضد الغزو الاسباني التي شارك فيها”.
وأشار ربيقة أن هذه الأعمال التاريخية تندرج في إطار “تجسيد التزامات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في المجال المتعلق بالسمعي البصري و تجسده الحكومة من خلال البرنامج المصادق عليه”.
أما المخرج و مؤلف سيناريو “لخضر بن خلوف”، محمد شويخ، فاعتبر هذا الفيلم “كمساهمة في كتابة التاريخ الوطني يمزج بين الحقيقة التاريخية والخيال من خلال استحضار شخصيات تاريخية (…) حيث يروي محطات من حياة الزاهد الشاعر سيدي لخضر بن خلوف و تقاطعه مع الروائي الإسباني سرفانتس الذي عاصره”.
للإشارة تم اختيار الممثل حسان كشاش لتقمص شخصية الشاعر سيدي لخضر بن خلوف فيما يستغرق مدة التصوير 12 أسبوعا.
و بدأ المخرج محمد شويخ مشواره السينمائي مطلع الستينيات في مجال التمثيل قبل اخراج أولى أعماله سنة 1972 حيث اشتهر بإخراج “القلعة” سنة 1989 و “يوسف” في 1993 و “دوار النساء” 2005 و “الأندلسي” سنة 2011.
ويعتبر سيدي لخضر بن خلوف كأيقونة الشعر الملحون والمديح الديني، وهو الذي يعرف أيضا باسم مداح الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فيما قضى حياته في تنظيم قصائد المديح ومحاربة الاحتلال الإسباني آنذاك وله قصيدتين مشهورتين يروي من خلالهما وقائع المعارك التي خاضها ضد الإسبان حيث تبرز قصيدة “شرشال” مسيرته الجهادية بين الجزائر ومستغانم ومزغران مرورا بالبليدة فيما تؤرخ قصيدة “مزغران” الشهيرة للمعركة التي شهدتها المنطقة سنة 1558 وانتهت بانتصار المجاهدين الجزائريين.
و تحتفي الجزائر بالشعر الملحون و بقصائد بن خلوف سنويا من خلال المهرجان الوطني للشعر الملحون بمدينة مستغانم.