يتأهب المنتخب الوطني لكرة القدم لخوض غمار منافسات الطبعة السابعة التي تستضيفها الجزائر بين 13 يناير و4 فبراير، بنية تسجيل اسمه في سجل البطولة الإفريقية للاعبين المحلية لكرة القدم، التي غاب عنها منذ 11 سنة، وتحديدا منذ دورة السودان 2011، وبحضور ثمانية عشر منتخبا.
من اجل تحقيق العودة القوية للمنافسة القارية، يتعين على المنتخب الوطني للمحليين المتواجد في المجموعة الأولى، تأكيد نيته في الذهاب بعيدا في المنافسة بداية من مقابلات الدور الأول الهامة التي ستقام بملعب ‘نيلسون مانديلا’ ببراقي (العاصمة)، ويواجه فيها على التوالي ليبيا يوم 13 يناير (المقابلة الافتتاحية)، إثيوبيا (17 يناير) وموزمبيق (21 يناير).
ففي المقابلة الافتتاحية للدورة، يواجه أشبال المدرب مجيد بوقرة، منتخب ليبيا الذي يعد وفق لغة الإحصائيات المنافس الأقوى للمنتخب الوطني في هذه المجموعة، قبل ملاقاة كل من إثيوبيا وموزمبيق اللذان لم يسبق لهما اجتياز مرحلة المجموعات.
وعليه، يسعى أشبال الناخب الوطني للمحليين، إلى تحقيق نتيجة مشرفة في هذه الدورة التي يوقعون فيها على المشاركة الثانية للجزائر بعد الأولى التي كانت بالسودان (2011) واحتل فيها المنتخب المركز الرابع، بعد انهزامه في اللقاء الترتيبي أمام البلد المنظم.
وتحسبا لهذا الموعد الكروي الإفريقي الخالص، أجرى المنتخب الوطني سلسلة من التربصات بالمركز الفني الوطني بسيدي موسى (الجزائر) وبالخارج، وهي المحطات الإعدادية التي تخللها اجراء بعض المقابلات الودية مع منافسين معنيين هم كذلك بمنافسات ‘الشان’.
وكانت هذه التربصات التحضيرية والمقابلات الودية، فرصة للطاقم الفني الوطني من أجل اخذ فكرة واضحة على إمكانيات وخصوصيات كل لاعب في المجموعة وهو الأمر الذي يمكن الناخب الوطني مجيد بوقرة من التوظيف الأمثل وبالشكل المناسب لتعداده في الموعد القاري.
وفي هذا الخصوص، كان بوقرة، المدافع السابق للمنتخب الوطني، قد أكد في عديد المناسبات انه: ” يحرص على أن يتوفر عند بداية بطولة إفريقيا للاعبين المحليين على مجموعة منسجمة تكون قد أخذت الوقت الكافي من اللعب مع بعضها البعض”، مضيفا أن ” هذا هو الهدف الأهم من اجراء التربصات بشكل متتابع لكي يشعر اللاعب انه فرد من عائلة كبيرة (…) بهذه الطريقة فقط يمكننا أن نفكر في التتويج باللقب” .
وقال أيضا أن المواجهات الودية التي خاضها أشباله “أكسبت المنتخب معرفة وخبرة عن طبيعة المنافسات الإفريقية”.
هدف مشروع .. لكن بهدوء
وفي تصريح له مباشرة عقب عملية سحب قرعة الطبعة السادسة من البطولة، أبدى القائد السباق للمنتخب الوطني والمتوج كمدرب للمحليين باللقب العربي بالدوحة (قطر) سنة 2021، تفاؤله بقدرة فريقه على تحقيق التتويج النهائي، لكنه دعا بالمناسبة إلى التحلي بالهدوء وتسيير المنافسة بذكاء والتعامل مع كل المقابلات بجدية كبيرة.
وأوضح أنه سيستهل المنافسة بمواجهة منتخب ليبي يعرفه جيدا، وسيكون لديه الوقت لدراسة طريقة لعب منتخبا إثيوبيا (المنافس الثاني له) فالموزمبيق وهما المنتخبان اللذان يتشكلان في غالبيتهما من عناصر منتخبهما الأول. “الأكيد أننا سنخوض جميع المقابلات بشعار احترام المنافس مهما كان اسمه، والجميع يرغب في تحقيق النجاح”.
وأضاف بوقرة: “أنا متفائل بتقديم بطولة جيدة، لكن علينا التحلي بالهدوء وخوض المنافسة مقابلة بمقابلة. فلعبة كرة القدم لا تعترف بالحسابات المسبقة وكل شيء يبقى وارد فيها”.
والأكيد في الأمر أن ‘الماجيك’ الذي تذوق طعم الألقاب الكبيرة بمناسبة البطولة العربية بقطر، سيسعى خلال منافسات ‘الشان’ لإعادة الكرة، مستفيدا في ذلك من الدعم الكبير الذي سيلقاه ‘الخضر’ من جمهورهم الذي لن يدخر- دون شك- أي جهد من اجل مؤازرة المنتخب طيلة أيام المنافسة.
نواة المنتخب
ولتحقيق هذا المبتغى، يعول القائد الأسبق لـ’الخضر’ على خبرة لاعبي شباب بلوزداد، اتحاد الجزائر ومولودية الجزائر، وهي الأندية التي تلعب الأدوار الأولى في البطولة الوطنية، فضلا عن أنهم يمتلكون الخبرة في الملاعب الإفريقية من خلال مشاركاتهم مع فرقهم في مختلف منافسات الكونفدرالية الإفريقية.
وتتكون أغلبية قائمة الـ28 لاعبا الذين اختارهم مجيد بوقرة، من عناصر: شباب بلوزداد (9)، اتحاد الجزائر (9) ومولودية الجزائر (5)، حيث فضل الناخب الوطني تجديد ثقته في نفس المجموعة التي اشتغل معها خلال الشهرين الماضيين.
وشرع المنتخب الوطني في تربصهم الاثنين الفارط، بالمركز الفني الوطني بسيدي موسى. ومن أجل وضع آخر اللمسات الفنية والتكتيكية، تخوض العناصر الوطنية آخر لقاء ودي لها أمام غانا اليوم السبت بملعب ‘نيلسون مانديلا’ ببراقي.
وستكون هذه المقابلة الودية فرصة سانحة للفريق الوطني لمحاولة تجديد العهد مع الانتصار واستعادة الثقة قبل انطلاق الموعد القاري، خاصة وأن الفريق لم يحقق أي فوز منذ ثلاث مباريات.
للتذكير أن المنتخبات ال18 المنشطة لدورة الجزائر تم توزيعها على خمس مجموعات. تتكون المجموعات (الأولى والثانية والثالثة) من أربعة منتخبات، فيما تتكون المجمعتين المتبقيتين الرابعة والخامسة من ثلاث منتخبات فقط.
وسيتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني في المجموعات الثلاث الأولى إلى ربع النهائي، فيما ستكون بطاقة التأهل في المجموعتين المتبقيتين (الرابعة والخامسة) لصاحبي المركز الأول فقط.