تعقد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “بوليساريو”، الجمعة، مؤتمرها الـ 16 في ظروف خاصة تطبعها تطورات ميدانية بعودة الصحراويين إلى الكفاح المسلح، ومستجدات اقليمية ودولية، إلى جانب مكاسب جديدة حققتها القضية الصحراوية على الصعيدين الدبلوماسي والقضائي.
في مؤتمر الشهيد “امحمد خداد حبيب” الذي تجري فعالياته على مدار خمسة أيام (13-17 جانفي) بالداخلة (مخيمات اللاجئيين الصحراويين بتندوف)، تحت شعار “تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة”، يضع الصحراويون نصب أعينهم أولويات المرحلة التي يحددها برنامج عمل وطني يصدر عن المؤتمر، والفصل في محاور هامة ومستجدات راهنة لتكون ركيزة عمل في الفترة المقبلة.
ويرتقب أن يكون المؤتمر الـ 16، حسب ما دار من نقاشات طيلة أشغال الندوة الوطنية التحضيرية، محطة هامة لتكييف الواقع السياسي الصحراوي مع مستجدات كثيرة في مرحلة عمل جديدة، بعد انتظار ثلاثة عقود من أجل تطبيق الشرعية والقانون الدولي وانصاف القضية الصحراوية.
المؤتمر الـ 16، وحسب ما وقفت عليه “الشعب” هنا بولاية الداخلة، يكتسي أهمية بالغة لدى الصحراويين قيادة وشعبا، من حيث التكيف مع المرحلة ومتطلباتها، وتحديد محاور وخطط العمل المستقبلية في مسار النضال من أجل افتتاك حقوقهم.
وتحت شعار “تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة”، وبحضور مشاركين من مختلف الهيئات التابعة للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، يترقب الصحراويون مخرجات الموعد الذي ينعقد في ظرف خاص يميزه على الصعيد الصحراوي استئناف الكفاح المسلح 13 نوفمبر 2020، بعد انتهاك المغرب لوقف إطلاق النار الساري المفعول منذ 1991.
وقبيل هذا الموعد، عكفت القيادة الصحراوية على تقييم هذه الفترة وفق المتغيرات الجديدة، في ظل تعنت النظام المغربي، وهي نقطة جوهرية للانطلاق نحو مرحلة جديدة وآليات فعالة لافتكاك حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
وسجل مشاركة حوالي 2000 مندوب ومشارك في المؤتمر، وبحضور ما لا يقل عن 300 مشارك من الوفود الأجنبية تمثل بلدانا صديقة ومتضامنة مع الشعب الصحراوي، إضافة إلى عدد من الأحزاب السياسية من بلدان أوروبية ونواب أوربيون و حركات تضامن مع الصحراويين، وممثلي بلدان افريقية ومن أمريكا اللاتينية وبعض الدول الآسيوية.
ومن أهم ما ميز الاجتماعات التحضيرية التي سبقت انطلاق المؤتمر، مناقشة آخر التطورات الحاصلة على الساحة الوطنية الصحراوية، سيما ما تعلق باستئناف الكفاح المسلح.
وإزاء ما ينتهجه المحتل المغربي من سياسة الهروب إلى الأمام، وإصراره على فرض الأمر الواقع بالقوة في الأراضي الصحراوية، يبرز جليا التعاطي الجدي مع هذا الجانب من قبل الصحراويين، وأمام كل التطورات المذكورة يزيد الشعب الصحراوي تمسكا بممارسه حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
وعكف المشاركون في أشغال الندوة الوطنية التحضيرية لعقد المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو التي احتضنتها ولاية أوسرد على مدار أربعة أيام، واختتمت الثلاثاء الماضي، على دراسة ومناقشة الوثائق المقدمة من طرف اللجان الفرعية وتقديمها في وثيقة كأرضية للنقاش أمام المؤتمر من أجل المصادقة عليها.
وناقش المؤتمرون الوضع الراهن وبرنامج العمل الوطني والقانون الأساسي، من أجل وضع تقييم شامل حول مرحلة ما بين المؤتمرين، تحسبا لمواكبة المرحلة ما تتطلبها من جاهزية واستعداد، اذ ينتظر أن تصدر عن المؤتمر الـ16 أرضية البيان الختامي وتوصيات، إضافة إلى رسم آفاق وخلاصات تشكل أرضية لبرنامج العمل على مدى السنوات القادمة.
;يذكر أن مؤتمر الشهيد أمحمد خداد لحبيب الذي يعقد بولاية الداخلة من 13 إلى 17 جانفي 2023 تحت شعار تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة.