أبرز وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، دور الشخصية القيادية للمرحوم المناضل محمد بلوزداد المدعو “سي مسعود”، في الذكرى الـ71 لوفاته، التي أحياها المتحف الوطني للمجاهد بحضور الأسرة الثورية.
قال ربيقة: “نقف وقفة استذكار لواحد من أبناء الجزائر البررة، هذه الشخصية الفذة التي تميزت بصفة قيادة طيلة مساره النضالي”.
وأضاف الوزير أن حياة محمد بلوزداد، بالرغم من أنها كانت قصيرة لم تتعد فترة الشباب، لكنه كان نموذجا للشاب الجزائري، الذي كرس حياته ضد التعسف الإستعماري الاستدماري.
وأكد أن سي مسعود عبّد الطريق نحو إندلاع الثورة التحريرية بإشرافه على الجهاز العسكري المنظمة الخاصة، والتحضير للعمل المسلح.
وأضاف أن للمناضل محمد بلوزداد أدوار سياسية عظيمة قام في مدة قصيرة، وساهم بنشاطه المحلي في بلورة وإيجاد النواة الأولى لإنشاء المنظمة الخاصة التي ارتكز عليها قادة الثورة الذين مروا على هذه المنظمة.
وقال الوزير: “عاش بلوزداد فترة قصيرة لكنه سجل اسمه ضمن قائمة زعماء الكفاح المسلح من أجل إسترجاع السيادة الوطنية”.
محمد بلوزداد من مواليد 9 نوفمبر 1924، وسط عائلة عاصمية بسيطة، ترعرع وتعلم بمدينة الجزائر، تحصل على الشهادة الأهلية العليا، ورغم التفوق، لم يواصل محمد بلوزداد دراسته وانقطع عنها تحت ضغوط الإدارة الإستعمارية.
الإقصاء والممارسات الإستعمارية لم تمنع بلوزداد من مواصلة تكوينا عصاميا والحصول على ثقافة واسعة ووعي وحس وطني. فشهادته العلمية مكنته من الحصول على منصب في الإدارة الإستعمارية كموظف مكلف بشؤون الأهالي، لكن سرعان ما تخلى عنه التفرغ للنشاط النضالي والسياسي بانضمامه لحزب الشعب الجزائري ثم حركة إنتصار الحريات الديمقراطية.
بعد مجازر 8 ماي 1945، تأكد لبلوزداد ورفاقه أن السير في إطار النضال السياسي لا فائدة ولا جدوى منه، ولابد من الكفاح لأجل إسترجاع السيادة الوطنية، ولأجل ذلك أنشئ جهاز لتدريب وتكوين المناضلين لإيجاد الأسلحة والذخيرة.
وفي أول مؤتمر حزب حركة إنتصار الحريات الديمقراطية يومي 15 و16 فيفري 1947 برز بلوزداد بموقف مؤيد للعمل العسكري وقرر تكوين منظمة خاصة سرية دورها اقتناء الأسلحة وتدريب الأفراد تحضيرا للعمل المسلح أسندت رئاستها لمحمد بلوزداد.
شرع بلوزداد في مهامه لإرساء قواعد وهياكل التنظيم مدة ستة أشهر، عقد أول إجتماع للمنظمة بمنزل بلوزداد بالقبة يوم 13 نوفمبر 1947 جمع فيه مسؤولي ثوريين، ووضع مخططا محكما ودقيقا للمنظمة قائم على قواعد تنظيمية عسكرية، وكانت مقولته الشهيرة “كل مسؤول لا يرشح مناضلا كفؤا من القاعدة خائن”.
مانديلا إسم بارز في الثورة
وعقب الندوة التاريخية، رافق وزير المجاهدين وذوي الحقوق، حفيد نلسون مانديلا لزيارة أجنحة المتحف واستمع لشروح حول تاريخ الجزائر بداية من المقاومات الشعبية إلى اندلاع ثورة التحرير.
وفي سؤال حول إستقبال حفيد المناضل نيلسون مانديلا، أبرز ربيقة أن هذا الأخير قامة عالمية واستقبال حفيده وفاء وعرفان من الجزائر إلى تلك الشخصية من خلال إقرار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تسمية ملعب براقي عرفان للجزائر بصديق الثورة.
وأضاف الوزير: “مانديلا اسم بارز في الثورة ولديه الكثير من المواقف البارزة اتجاه الثورة، تتوافق مع مواقف الجزائر الدولية، وهي كل ما يتعلق بحقوق للإنسان والمبادئ العامة للأمم المتحدة”. وقال: “استقبال حفيد نلسون مانديلا تعبير عن احترام الجزائريين لهذه الشخصية”.