لا يكفّ جار السّوء عن استغلال كلّ شاردة وواردة، كي يصبّها في وعائه الخاص بـ (التّمسكن)، فقد تعوّد على الظهور في أسمال المساكين، مثلما تعوّد على التّباكي والشكوى والثغاء، بعد أن تيبّست في قلبه (إن كان له قلب) حبّة الكرامة الإنسانية..
ولم يكن مستغربا من جار السّوء، أن يستغل الـ«شان” في محاولة النّيل من الجزائر، فهذه عادته، وهذه أخلاقه، فهو- مثلما عرفناه على الدّوام – عديم الإحساس، بليد الشعور، ولهذا، يتجرأ على إغلاق الحدود – على سبيل المثال – وعندما تأتيه المعاملة بالمثل (كما هو دأب جميع الدّول المحترمة) يُعول ويعوي، ويفرض “الفيزا”، فتأتيه المعاملة بالمثل مرة أخرى، فيكتشف أنّ الضرر الذي قصد إليه، أصابه وحده، وأن مناوراته لم تحقق له شيئا ذا بال، فيعود ويفتح الحدود لوحده، ثم يرفع فرض الفيزا لوحده أيضا، دون أن يطلب منه أحد ذلك، ويعود إلى العواء والعويل، كي يوهم الناس أنّه “المسكين” و«المظلوم”، فهو يعتقد أن العالم يجب أن يسير وفق ما يهوى (خاطره الرائق جدّا جدّا)..
ومن الأمثلة عن أجمل ما تتأسس عليه البلادة في حبّة عقله، أنّه يجمع بين رئاسة (لجنة القدس) المعطّلة، من جهة، والسجود تحت أقدام تل أبيب، من جهة أخرى، ثم يطلب من الناس أن يصدّقوا بأنه (حامي الحمى)، و(درع) الأمة التي يتاجر بقضاياها في أسواق الصهاينة!!
ونرى أن المسرحيات البائسة التي دأب المخزن على (تلفيقها) و«التسويق” لها، لم تعد تنفع شيئا، فهو الذي يتعامل مع أوروبا، ويضعها تحت أسماع (بيغاسوس)، وهو الذي يعلم علم اليقين أن الأجواء الجزائرية الطاهرة محرّمة على نفاقه، ومع ذلك يجلس في المطار ليترقب (توصيلة) إلى قسنطينة.. يا ألله.. كم هو ذكي!!..