أثار أعضاء في البرلمان الأوروبي مشاركون في المؤتمر الـ16 لجبهة “بوليساريو” مسائل عديدة تخص تعاطي المؤسسات الأوروبية والمجتمع الدولي مع القضية الصحراوية، وازدواجية المعايير التي تحكم مواقف بعض الدول المرتكزة على مصالح ضيقة.
في المؤتمر الـ16 لجبهة البوليساريو (13 – 17 جانفي)، شكلت فضيحة الفساد المدوية التي تورط فيها المغرب بالبرلمان الأوروبي، وأثارت ضجة واسعة في أوروبا، مؤخرا، تنديدا واسعا من قبل لجان برلمانية متضامنة مع الشعب الصحراوي، منهم برلمانيين داخل الهيئة الأوروبية.
ميغل أوربان: تغيير موقف مؤسسات أوروبية تجاه القضية يشكل تحديا لنا في البرلمان الأوروبي
ورافع متدخلون كثر على ضرورة محاربة الفساد وازدواجية المعايير في التعاطي مع القضايا العادلة، لاسيما ما تعلق بتحييد المصالح الضيقة تجاه القضية الصحراوية.
يتحدث عضو البرلمان الأووربي، الإسباني ميغيل أوربان كريسبو، لـ”الشعب أونلاين”، على هامش أشغال المؤتمر الـ16 لجبهة البوليساريو المنعقد من 13 إلى 17 جانفي بالداخلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين، عن هذه المسألة التي تشكل في نظره تحديا بالنسبة لأعضاء البرلمان الأوربي من أجل محاربة ممارسات تحكمها مصالح ضيقة.
وقال البرلماني الاسباني في هذا الشأن: “في اعتقادي أن ما يتعلق بازدواجية المعايير داخل المؤسسات الأوروبية هي نتيجة البحث عن نوع من المصالح جيو-سياسية المتعلقة ببعض الدول الأوروبية وليس كتكتل قاري”.
ويوضح ميغل أوربان كريسبو: “رأينا ما يتعلق بملف الهجرة كيف أن أوروبا لم يكن لديها أي مشاكل في استقبال 5 مليون مهاجر أوكراني في وقت ترفض استقبال مهاجرين من دول أخرى خارج القارة، وهذا مشكل يتعلق بازدواجية المعايير، التي يجب محاربتها داخل المؤسسات الأوروبية”.
في نظر عضو البرلمان الأوروبي، النفاق السياسي داخل الهيئة الأوروبية ينطبق أيضا على التعاطي مع قضية الصحراء الغربية إذا ما قورنت بشكل ما مع الوضع في دول أخرى “كيف نغض البصر عن حقوق الشعب الصحراوي”.
وأضاف قائلا: “في اعتقادي أن تغيير موقف مؤسسات أوروبية تجاه قضية الصحراء الغربية يشكل تحدي لنا كأعضاء في البرلمان الأوروبي لإزاحة بعض المصالح الضيقة التي تحكم تعطي دول أوروبية مع القضية”.
وتابع يقول في الصدد ذاته: “هناك قرارات ستصدر مستقبلا ستكون مفصلية، الأمر مرتبط بتحييد المصالح الاقتصادية، وهذا ما يسمح بإحداث التغيير داخل المؤسسات الأوروبية”.
في الموضوع ذاته، يبرز ممثل جبهة البوليساريو في فرنسا، محمد سيداتي، في تصريحات صحفية، أن ما يتم تداوله حول فضيحة “ماروك غايت” المدوية بالبرلمان الأوروبي ليست سوى “غيض من فيض”، وأشار إلى تورط نواب آخرين ومؤسسات أوروبية في هذه الشبكة الواسعة من الفساد تقودها الرباط.
وأحدثت هذه الممارسة، وفق الدبلوماسي الصحراوي: “نوعا من حالة الجمود فيما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية داخل البرلمان الأوروبي”.
وقال “واجهنا تصرفات المغرب المعرقلة لقضيتنا.. بسبب تواطؤ ونشاط النواب الأوروبيين المتورطين في شبكات الفساد التي يتلاعب بها نظام المخزن”.
ويوضح ممثل جبهة “بوليساريو” في فرنسا أنه “بدلا من الاستمرار على أساس قيم الديمقراطية والحرية وحق الشعوب في تقرير المصير، فإن موقف أعضاء البرلمان الأوروبي وبعض المؤسسات الأوروبية قد انحرف”.
للإشارة، تستمر فعاليات المؤتمر الـ16 للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، الذي انطلق الجمعة المنقضي إلى غاية الأربعاء المقبل، بمخيمات اللاجئيين الصحراويين، وهو أول مؤتمر شعبي عام يعقد بعد استئناف الكفاح المسلح.
ويعول الصحراويون، قيادة وشعبا، على ما تفضي إليه أشغال المؤتمر من قرارات وهياكل تكيف أدوات العمل السياسي والمسلح مع متطلبات المرحلة.