أكد رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى تمنغست وعضو لجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا البروفيسور لياس أخاموك، تسجيل 20 حالة ملاريا في غضون 14 يوما في العاصمة وما جاورها، مقابل إحصاء 860 حالة في تمنغست فقط خلال الشهر الجاري ، ما يستدعي ـ حسبه ـ إنشاء خلية يقظة وإنذار على مستوى كل المناطق الحدودية خاصة دول الساحل.
خطر الأمراض المعدية المتنقلة وغير المتنقلة يحوم حول الجزائريين، بسبب موقعها الجغرافي حسب البروفسور أخاموك، الذي يرى أن الوضع الصحي بدول الجنوب خاصة دول الساحل، يستدعي وضع كل التدابير اللازمة من أجل الوقاية، هذه الأخيرة التي تمثل ـ حسبه ـ محورا أساسيا في المنظومة الصحية، مبرزا أن الجائحة أعطت درسا كبيرا في هذا المجال.
أخاموك: الوضع الصحي بدول الساحل يستدعي الحذر
وفيما يتعلق بخلية اليقظة التي دعا اخاموك إلى وضعها، أوضح خلال نزوله أمس ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة أنها تعمل على تحذير والتدخل في حالة أزمة صحية، ويرى أن تكون على مستوى عدة ولايات من الوطن، لأن هناك عدة بوابات لدخول الأمراض والأوبئة، أبرزها بوابة الساحل وبوابة المتوسط.
وللوقاية من الأمراض والأوبئة، يرى أنه من الضروري تكثيف المراقبة الصحية على مستوى الحدود الجنوبية، لان هناك أمراضا عادت للظهور على غرار الملاريا بعد أن تخلصت منها تماما واختفت بفضل تطبيق سياسة صحية صارمة واللقاحات للأطفال.
وأضاف المتحدث في السياق، أن هناك أمراضا معدية تأتي من دول حوض المتوسط كالحمى “ المبقعة “ وهو مرض لا يوجد في الجنوب، لكنه يتطلب أخذ الحيطة لتفادي العدوى به، خاصة بعد عودة الحركة العادية للمسافرين الى الجزائر من أوروبا.
ولفت إلى أن الجديد هو تسجيل لأول مرة حالات ملاريا في فصل الشتاء، وهي راجعة للتغيرات المناخية والاحتباس الحراري، الذي بدأ يغير الأوبئة، وتحدث عن استقبال أكثر من 20 حالة مستوردة من مالي والنيجر عموما في ظرف 14 يوما، وقد استقبلت المؤسسة العمومية الاستشفائية الوحيدة بتمنغست 860 حالة ملاريا كلها مستوردة وليست أصلية، كاشفا أن هناك شهادة تخلص الجزائر من الملاريا ما يعطي أمانا للسياح الراغبين في زيارة الجزائر، ولا بد أن تكون هناك ملحقات لمعهد باستور في المناطق الجنوبية للبلاد، حتى يتم إجراء التحاليل بسرعة وعزل الحالات المؤكدة لتفادي العدوى.
ذكر أخاموك أن هناك أمراضا أخرى مضمحلة منذ زمن، لكنها عادت للظهور كجدري القرود، بالإضافة الى أنفلونزا الموسمية التي خلفت حالات خطيرة، وكذا المتحور الجديد من كوفيد ـ19 والذي يمكن أن يكون ـ حسبه ـ أكثر خطورة، لافتا الى أن كل
ويركز البروفسور على أهمية تحسيس المسافرين الى دول الحدود الجنوبية، نظرا للأمراض والأوبئة المتعددة الموجودة بها على غرار مرض فقدان المناعة المكتسبة” السيدا”، أمراض الكبد والأمراض المتنقلة عن طريق المياه.
ولذلك يرى ضرورة إجراء فحص طبي قبل السفر، وأخذ لقاحات مضادة للفيروسات أو أدوية تحسبا لأي طارئ هناك، كما يتعين على المسافر العائد من دول الساحل على وجه التحديد إجراء فحص بصفة سريعة عندما يشعر بحمى، وإخبار الطبيب بالبلد الذي عاد منه حتى يكون التكفل أسرع.
ويرى المتحدث ضرورة إخضاع العاملين في قطاع الصحة من أطباء والطاقم الشبه الطبي الى تكوين خاص لمواجهة الخطر القادم من دول جنوب الجزائر.
وتطرح الرقمنة كنظام لمواجهة الأوبئة والأمراض، وقد لفت أخاموك في هذا الإطار الى الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لوضع نظام صحي خاص بكل منطقة من الوطن لان كل واحدة منها لها خصوصيتها، لا يمكن اعتماد نفس النظام الصحي بالنسبة للعاصمة وتمنغست، ولا يمكن ـ حسبه ـ توفير نفس الإمكانيات، ويرى أنه من الضروري أن يراعى في الخريطة الصحية قيد التحضير كل هذه الجوانب.