شرعت الأمانة الوطنية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب على لسان أمينها العام في الرد على الانشغالات والمناقشات التي تناولت التقريرين المالي والأدبي، بصفتها الجهة المسؤولة عن إعدادهما والمكلفة بالتسيير في الفترة الممتد بين مؤتمرين.
في إحاطة إعلامية لمجريات المؤتمر الـ16 لجبهة البوليساريو، ثمّن محمد سيداتي الناطق الرسمي باسم المؤتمر مداخلات المؤتمرين التي اتسمت بالشفافية، وملامستها للسياق العام لشعار المؤتمر والداعية في مجملها الى البحث عن سبل الرفع من مستوى النضال والكفاح المسلح.
وأكد المتحدث وجود حرب نفسية ومعنوية يمارسها المغرب من خلال استخدامه للخطاب المدمِّر الذي يحاول من خلاله التغلغل أكثر داخل المناضلين الصحراويين وضرب وحدة الصف الصحراوي، موضحاً بأن بعض المداخلات تطرقت الى هذا المخطط داعيةً الى التصدي له بكل حزم، مع ضرورة العمل على تقوية الجبهة الداخلية في المدن المحتلة.
وأشار محمد سيداتي إلى وجود اعتراف لدى المشاركين في أشغال المؤتمر بمجهودات الجالية الصحراوية خاصة في أوربا، وبنضالها السلمي ومجابهتها للدعاية المغربية هناك، باعتبارها رافداً من روافد الكفاح الوطني، كما أكد ذات المتحدث أن قرار إنهاء وقف إطلاق النار وتقييم تعاطي المجتمع الدولي مع الوضع الجديد كانت ضمن النقاط التي طُرحت بقوة في المداخلات، أين أجمع المتدخلون على وجود تقصير دولي في التعاطي مع معطيات الحرب، وهو ما اعتبروه نوعاً من التواطؤ مع نظام المخزن ومع سياسته الاستعمارية.
المؤتمر ترسيخً للتجربة الديمقراطية
كشف السفير الصحراوي في الجزائر عبد القادر طالب عمر عن جانب من سير أشغال الجلسات المغلقة للمؤتمر الـ16 لجبهة البوليساريو، مشيراً الى أن الشعب الصحراوي يمر بمرحلة متميزة ومحطة مفصلية يقف من خلالها على مكاسب وحصائل كبرى.
وأكد عبد القادر طالب عمر أن الشعب الصحراوي مجمع على ضرورة مواصلة الكفاح، وخاصة في الجبهة العسكرية وسبل دعمها والبحث عن كل ما يمكن من أجل إعطائها المدد في الجانب البشري والمادي، إضافة الى معالجة نقاط الضعف والنهوض بمختلف الجوانب في الأرض المحتلة وفي الجبهة الخارجية، وجمع عوامل الصمود في الداخل من أجل تحصيل نتائج أكبر.
ونوّه السفير الصحراوي في الجزائر بشفافية وموضوعية المداخلات، مشيراً الى أن هذا النوع من النقاش البنّاء يعزز الإجماع والوحدة الوطنية، ويرسخ التجربة الديمقراطية للجبهة الشعبية التي تقوم بنضال عسكري، ولكنها في نفس الوقت، تقوم ببناء ووضع أسس تجربة سياسية ديمقراطية لها أهميتها في بناء المؤسسات وتقويتها وتمكن الجميع للخضوع إلى الإرادة الشعبية العامة.