المواطن.. المواطن.. المواطن.. هكذا قالها الرئيس تبون ثلاثا، كي يعلم كل متلقّ أن المنطوق له أهميّته، وأن الأمر مهمّ للغاية..
هو مصطلح مفتاح كرّره الرئيس تبون أمام الولاة، وهو يوجّههم إلى ضرورة الاستماع لصوت المواطن، والاهتمام التامّ بانشغالاته، فـ»المواطن» هو الذي ينبغي أن يكون الشاغل الأول لكل مسؤول، وحلّ مشاكله إنما يدخل في صميم البناء الوطني، وليس يرجى من العمل نفع إن لم يكن في خدمة المواطن، بل إنه لا حاجة للعمل أصلا، إن لم يكن يقصد إلى تخليص المواطن من مشاكله..
والحق أننا لم نشكّ أبدا في أن الرئيس تبون أرسى ثقافة جديدة، سامية المقاصد، راقية البنية، في صميم العمل الحكومي، وظلّ يوصي المسؤولين في مختلف المؤسسات بالاهتمام بانشغالات المواطنين، وإيلائها بالعناية التامة، وهو ما انعكس إيجابا على الحياة اليومية في عمومها، وفتح الأبواب أمام كثير من البسطاء ظلت مشاكلهم وقضاياهم تتعثّر في دهاليز (البيروقراطية) المقيتة..
إن خطاب الرئيس تبون، في أثناء إشرافه على لقاء الحكومة – الولاة، جاء ليضيف إلى مسار النجاح ما يدعمه، ويضع المعالم الواضحة لاستكمال مسار بناء الجزائر الجديدة، خاصة وأنه دعا الولاة إلى التّحرر والتّحلي بروح المبادرة، فـ»الوالي» يجب أن يكون فاعلا في ولايته، ويكون قريبا من المواطنين بالإصغاء إليهم، والحرص على حلّ جميع ما يعترضهم من مشاكل..
إن الجزائر الجديدة، وهي تكافح آفات البيروقراطية والفساد وكثيرا من مخلّفات العقليات البائدة، تتوجّه إلى تمهيد الواقع المعيش ليكون حاضنا للاستثمار المنتج، وبناء اقتصاد قويّ، لا يعترف بـ»الريع»، ولا مكان فيه للخمول.. ولك يا جزائر كلّ المجد..