حظي المؤتمر الـ16 للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المنعقد بولاية الداخلة، بتغطية إعلامية واسعة صحراوية ودولية، فضلاً عن المشاركة الصحراوية بالوسائط المركزية لوزارة الاعلام وحتى بمواقع تخصص واعلام مستقل.
ما ميّز التغطية الاعلامية لفعاليات المؤتمر هي المشاركة الجزائرية التي كانت بارزة، من خلال أكثر من 70 صحفياً يمثلون وسائل إعلام جزائرية مرئية مسموعة ومكتوبة عمومية و خاصة، وهو ما شكّل محطة فارقة في تاريخ المؤتمرات الشعبية العامة لجبهة البوليساريو على ضوء التطورات الحاصلة اليوم، و ما يجب أن تحظى به القضية الصحراوية على مستوى التفاعل الاعلامي.
وسائل الاعلام في أمريكا اللاتينية كانت حاضرة بقوة هي الأخرى في تغطية أشغال المؤتمر الـ16 للجبهة، من خلال حضور وكالة “بريس لاتينا” التي وقعت اتفاقية تعاون وشراكة مع وكالة الأنباء الصحراوية من أجل تبادل المعلومات وتوحيد الجهود لفك الحصار الاعلامي الذي يسيّج القضية الصحراوية، إضافة الى مشاركة اتحاد الصحفيين الكوبيين ووسائل إعلامية من البرازيل و فنزويلا.
وأشار نفعي أحمد محمد، رئيس اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين، أن القيام بمسح دوري بسيط لمستوى المعالجة الاخبارية لأشغال المؤتمر، يكشف عن صدى واسع وحضور قوي لفاعليات المؤتمر الـ16 لجبهة البوليساريو في كبريات وسائل الاعلام العالمية في كل القارات.
وأضاف المتحدث أن زيارة وسائل الاعلام لمؤسسات الجمهورية الصحراوية و مخيمات اللاجئين الصحراويين، دائماً ما تشكل فرصة للإعلاميين للاطلاع عن كثب و إعلام جمهورهم بحيثيات القضية الصحراوية، وعلى أوجه الحياة حقوقياً، انسانيا، حقوقيا ومقاوماتيا، بالنظر الى ظروف هذا الشعب وصموده وصبره وقدرته على ترويض الطبيعة، ترويض الصحراء، ترويض المنفى وترويض كل هذه التحديات والتكالبات المفروضة على الشعب الصحراوي.
ونوّه رئيس اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين بالتغطية الاعلامية للمؤتمر التي أخذت بعداً أكبر بفعل التطورات الميدانية الحاصلة، خاصة وأن مؤتمر الجبهة هو أول مؤتمر ينعقد بعد استئناف الكفاح المسلح، ويعود بأذهان الصحراويين الى مؤتمرات ما قبل سنة 1991 والتي كانت تعقد على مدار 16 عاما على وقع حرب التحرير الأولى، قائلاً “إن مشاركة 40 ناشطاً حقوقياً من المدن الصحراوية المحتلة في أشغال المؤتمر، شكّل حرفياً فرصة لكسر الحصار الاعلامي المفروض على المناطق المحتلة و مكّن وسائل الاعلام الدولية من الحصول على شهادات حية من داخل المدن المحتلة و التعرف أكثر على ما يحدث هناك بعيداً عن غطرسة وجبروت الاحتلال المغربي”.
إحاطتان إعلاميتان يومياً
الى جانب الحضور القوي و الفعلي لوسائل الإعلام الدولية، توصلت لجنة الاعلام بالمؤتمر الـ16 لجبهة البوليساريو برسائل من أجل مدها بالمواد الاعلامية، سواء باللقاءات الحية أو حتى من خلال الاحاطات الاعلامية اليومية لأشغال و ورشات هذا المؤتمر.
وشارك وفد إعلامي مرافق لبعثة البرلمان الأوروبي المتضامنين مع القضية الصحراوية، الى جانب وسائل إعلامية أوربية على غرار وكالة الأنباء الايطالية، جريدة لوموند الفرنسية، الباييس من اسبانيا، التلفزيون الرسمي الاسباني و وكالة الأنباء الاسبانية “إيفي”، فضلاً عن مشاركة إعلامية من جنوب افريقيا التي رافقت وفد جنوب افريقي رفيع المستوى.
وأشاد محفوظ محمد لمين بشري مراسل وكالة الأنباء الاسبانية “إيفي” بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتعاون السلطات الصحراوية مع وسائل الاعلام الأجنبية التي حضرت لتغطية أشغال المؤتمر الـ16 لجبهة البوليساريو، وبمدى التسهيلات الممنوحة من القائمين على المؤتمر وحتى في أشغال الندوة التحضيرية التي أقيمت في أوسرد.
ونوّه مراسل وكالة “إيفي” بالخطة اللجنة التحضيرية، إعلاميا، وبتخصيص إحاطتين إعلاميتين يومياً لعرض مستجدات الحدث وتقديم المعطيات أولاً بأول، من أجل أن تكون وسائل الاعلام الصحراوية و الاجنبية في مواكبة يومية و حتى آنية لكل أحداث المؤتمر.
وقال المتحدث أن وسائل الاعلام الأجنبية حظيت بقدر كبير من حرية الحركة والتنقل والتعامل مع المؤتمرين ومختلف الحاضرين في المؤتمر، سواء من الصحراويين أومن الأجانب المشاركين كمدعوين لهذا الحدث، مؤكداً بأن التغطية الإعلامية بشكل عام، وحجم التسهيلات الممنوحة كان مجودا و”هو أمر مهم من أجل ضمان راحة الصحفيين و وسائل الاعلام بكل أنواعها، من خلال تخصيص قاعة للصحفيين و إمكانية إجراء لقاءات مع مسؤولين صحراويين” مثنياً على ظروف الاستقبال وبتوفير كل الامكانيات اللوجيستية.