فاتنا، أمس، لقاءٌ عزيزٌ، مع العالم العلاّمة، الأستاذ الدكتور عمّار بوحوش، وقد نزل ضيفا على جريدة «الشعب»، فلم نحظَ بجلسة معه، ولا بنصيب من لقائه، ولكنّه أحاطنا بكرمه الواسع، وترك لنا مقالا فارها وسمه بعنوان: «أبو القاسم سعد الله، كما عرفته»، نشترك في قراءته قريبا، بإذن الله..
ولم نستغرب مطلقا أن يأتينا مقال أستاذنا الدكتور عمار بوحوش، مرقمنا على قرص صلب، فهو الخبير بمناهج العلم، العارف بدقائقها وتفاصيلها، ولا يعييه أبدا ما هو مستحدث من التكنولوجيات، فالأصل في «المعرفة» الحداثة، والدكتور بوحوش عارف بأصول الأدوات الجديدة، ويكفي أن موقعه على أنترنيت مبهر في تنظيمه، أنيق في عرضه، رائع في بنيانه، وهو يقدّم صورة مثالية عن العالم الجزائري وسموّه، تماما مثلما يمثّل أنموذجا فريدا، بل منارة هدى للباحثين، والمستوى الرفيع الذي ينبغي أن يصبو إليه كلّ من يرنو إلى علياء المعارف..
ولسنا في حاجة إلى الحديث عن جماليات الكتابة عند الدكتور عمار بوحوش، فهذه تحصيل حاصل، والمقام – في حال الدّنيا – لا يتسع لها، ولكننا يجب أن نشير إلى أن المقال منضّد على (وورد) كما ينبغي له أن ينضّد، وليس هذا مما يمكن استغرابه من عالم علم، ولكننا، وإن لم نطمح إلى بلوغ روعة بيانه وسلاسة تعبيره، نوصي الكتاب في الجامعات، والمشتغلين بالكتابة في الصحف السيارة، وغيرها من الوسائط، أن يحذوا حذوه في مسألة التنضيد على الأقل، فالأصل أن تكون الفاصلة ملتصقة بالكلمة التي تسبقها، تماما مثلما تلتصق «الواو» بالكلمة التي تليها، وهذا أضعف فضل ممكن..
هذه وقفة تقدير واحترام وإجلال للمجاهد الدكتور عمار بوحوش، ومن خلاله لجيل المجاهدين الأشاوس الذين رفعوا لواء الوطن..