ينعقد منتدى الأعمال الجزائري- الإيطالي، اليوم، بمدينة نابولي، بمشاركة قوية لـ100 شركة إيطالية تحت لواء الاتحاد الصناعي لنابولي و27 مؤسسة اقتصادية جزائرية مسجلة بنادي المقاولين والصناعيين «المتيحة»، وذلك بمبادرة من نادي المقاولين والصناعيين لمتيجة، وبالتنسيق مع السفارة الجزائرية بروما.
يأتي هذا المنتدى متزامنا مع زيارة رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي، جورجيا ميلوني، إلى الجزائر، وتعزيزا لسبل التعاون والشراكة الجزائرية- الايطالية، المجسدة في علاقات تاريخية قوية تجمع البلدين من الصداقة والتعاون الاقتصادي والتوافق السياسي، فيما يخص العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وبحسب تصريح رئيس الوفد الجزائري ورئيس نادي المقاولين والصناعيين لمتيجة، فتحي عمور، لــ»الشعب»، ينتظر أن يتوج المنتدى بإمضاء مذكرة تفاهم بين منطقتي متيجة ونابولي، من أجل تحقيق أكبر استفادة من الخبرة الإيطالية، والانغماس في النموذج الصناعي الإيطالي القائم أساسا على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، خاصة وأن النسيج الصناعي الجزائري يتكون من 85% من الشركات الصغيرة والمتوسطة، معظمها مسيرة عائليا.
وأشار رئيس الوفد الجزائري، أن المنتدى سيسمح للمؤسسات الاقتصادية المشاركة من كلا البلدين ببناء علاقات شراكة، وتطوير مشاريع إنتاجية مشتركة في مختلف القطاعات، لاسيما تلك المطلوبة بكثرة من طرف الشريك الإيطالي، مثل صناعات النسيج والجلود التي عرفت انتعاشا ملحوظا ببلادنا في الآونة الأخيرة، وتعتبر النتائج المحققة من طرف مجمع النسيج «جيتكس»، خير دليل على جودة المنتوج الجزائري. إلى جانب اهتمام إيطاليا بقطاعات أخرى في مجال المواد الغذائية، وتكنولوجيا المعلومات والسياحة وقطع الغيار، حيث تعتبر الشراكة المنعقدة مؤخرا مع العلامة الإيطالية «فيات»، ومشروع «ادلر» لقطع الغيار، جانبا آخر من التعاون الجزائري – الايطالي.
ويرى فتحي عمور، أن التجربة تملك عدة مؤهلات وفرص قوية لإنجاحها، خاصة وأنها تندرج ضمن ظرف جيو- اقتصادي يحسب لصالح الاقتصاد الوطني، ويرشحه لبلوغ الهدف المنتظر من تنظيم المنتدى، والمتمثل في تمكين المؤسسات الاقتصادية الجزائرية من خوض تجربة الشراكة مع الاقتصادات الكبرى، وولوج الأسواق العالمية، حيث كانت إيطاليا أولى المحطات المبرمجة، خاصة بعد تعزيز الإمكانات اللوجيستية اللازمة لانتعاش المبادلات التجارية، بافتتاح خط نقل بحري جديد بين الجزائر ونابولي.
وأضاف المتحدث، أن منتدى الأعمال الجزائري- الايطالي، سيمكن المؤسسات الاقتصادية 27 الناشطة بمنطقة المتيجة، وبعض المناطق الأخرى من القطر الجزائري، من الظفر بعقود شراكة مع نظيراتها الإيطالية خلال الاجتماعات الثنائية المبرمجة ضمن جدول الأعمال، والمتعلقة بمجالات حيوية كصناعة البلاستيك والأدوية وكذا البناء.
تجدر الإشارة، إلى أن نادي المقاولين والصناعيين لمتيجة، الذي سيحتفل بعيد تأسيسه الخامس والعشرين، يضم حوالي 1642 مؤسسة اقتصادية منخرطة، تمثل ما يزيد عن 21 قطاعا صناعيا وفلاحيا وخدماتيا، حيث يعمل النادي جاهدا على دعم هذه المؤسسات وتعزيز تواجدها بالأسواق المحلية والعالمية.