شدد رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، على حتمية أقلمة اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ومنهجية عمله مع التحولات المتسارعة التي تعرفها الساحة الدولية، مبرزا حاجة الأمة الإسلامية إلى تعزيز الثقة بالنفس والإيمان بقدراتها الحضارية وأخذ زمام المبادرة، بأن تكون لاعبا نافذا في هذا النظام الدولي القادم وتودع إلى الأبد التهميش الذي طالها.
دعا بوغالي خلال الكلمة الافتتاحية للاجتماع الـ 48 للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي احتضنه المركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال، الأمة الإسلامية القوية بمؤهلاتها أن تجند طاقاتها للتعامل مع الرهانات التي يفرضها العصر، لاسيما مسألة التضخم وظاهرتا الإرهاب والكراهية.
ولدى تطرقه إلى المضاعفات الخطيرة التي تعيشها فلسطين، دعا رئيس المجلس أعضاء اللجنة التنفيذية واللجنة الدائمة حول فلسطين للقيام بدراسة متمعنة في هذه التطورات من أجل تقديم التوصيات المناسبة لمؤتمر الاتحاد.
وتحدث بوغالي عن الأوضاع المقلقة في فلسطين والقدس الشريف والتي تعرف مضاعفات خطيرة يوميا من قتل ممنهج لشباب أبرياء وهدم منازل الى جانب التوسع الاستيطاني وترسيم نظام التمييز العنصري ضد الفلسطينيين، كما أكده كل من تقرير “منظمة العفو الدولية” و«هيومن رايتس ووتش”، إلى جانب انتهاك حرمات المسجد الأقصى بمشاركة مباشرة لوزير متطرف صهيوني، داعيا “اللجنة الدائمة حول فلسطين لدراسة متمعنة في هذه التطورات وتقديم التوصيات المناسبة للمؤتمر في دورته الـ 17”.
وفي موضوع الإرهاب، طالب بوغالي البرلمانيين لينصب عملهم على ظاهرة استفحال الإرهاب وتوسع رقعته خاصة في إفريقيا، وكذا استمرار النزاعات والأزمات وآثارها الوخيمة على غرار الأزمة الأوكرانية ومضاعفات التغيرات المناخية، مشيرا في سياق آخر إلى “خطورة ظواهر وممارسات الكراهية والعنصرية ضد الإسلام”، ليندد في السياق بـ “أقوى العبارات بالجريمة النكراء”، إثر إقدام متطرف في ستوكهولم السويدية على حرق المصحف الشريف، وآخر في لاهاي الهولندية الذي قام بنفس الشيء. وقال “لا ينتابني أي شك بأن مؤتمرنا هذا سيرد بقوة على هذا السلوك الهمجي العنصري”.
ولدى تناوله مخاطر الرقمية وآثارها على الأمة الإسلامية وأمنها الفكري والمجتمعي، و«التي يتولد عنها تحدي التفكيك واستهداف الشخصية وروح الانتماء وبالتالي استهداف وحدة المرجعية”، حذر بوغالي من “الدور الهائل والخطير لشبكات التواصل الاجتماعي التي تتطلب ضرورة التحرك الجماعي لحماية أمننا الفكري وتعزيز المناعة للمجتمع الإسلامي”، وباعتباره “هاجس اليوم ومهمة هذه الألفية” معلنا بالمناسبة عن اقتراحات للوفد الجزائري بهذا الشأن.
وأبرز رئيس اللجنة التنفيذية “أن الاجتماع فرصة لسرد الجهود المبذولة لحماية حقوق الإنسان بما في ذلك الأقليات المسلمة والفئات الضعيفة أثناء النزاعات ودور المرأة كبرلمانية في شتى مجالات الحياة، محذرا من التقلبات العالمية الراهنة، عندما قال “في الوقت الذي يتعافى فيه العالم من آثار جائحة كورونا، يضرب التضخم اقتصادات العالم نتيجة أزمتي الطاقة والغذاء والإنفاق اللامسبوق في الميدان العسكري واستقبال اللاجئين والنازحين من النزاعات وآثار التغيرات المناخية”.
إعلان الجزائر للمصالحة الفلسطينية خارطة طريق المستقبلية
من جهته، أكد الأمين العام لاتحاد مجالس التعاون الإسلامي محمد قريشي نياس على أن اجتماع الجزائر سيشكل “علامة بارزة في مسيرة الاتحاد وسيحقق النجاح الذي نتطلع إليه”، مبرزا أن تواجده بالجزائر يشكل فرصة ثمينة للتنويه بالدور المتميز للبرلمان الجزائري بغرفتيه في نطاق اتحاد المجالس وسعيه الدؤوب الى تعزيز مكاسب الاتحاد بما فيه الخير للأمة الإسلامية”.
ووجه نياس في كلمة افتتاحية الشكر الجزيل والعرفان بالجميل لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على الاستضافة الحارة والتنظيم المحكم لهذه الدورة، وعبر عن يقينه بأن هذا المؤتمر سيشكل علامة بارزة في مسيرة الاتحاد من خلال النجاح الذي يتطلع إليه.
وقال نياس إن” الاجتماعات التحضيرية ستمكن من وضع اللمسات الاخيرة تحسبا لاجتماع اللجنة العامة وأطر الاتحاد وذلك بالمراجعة النهائية لمشاريع جدول أعمال المؤتمر وكذا كل الاجتماعات المصاحبة له”.
من جهة أخرى، رحب نياس بإعلان الجزائر للمصالحة الوطنية الذي وقعته الفصائل الفلسطينية بالجزائر العاصمة في أكتوبر 2022 ، مثمنا ما تضمنه من خارطة الطريق لهذه المصالحة.
وأعرب خلال كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح أشغال لجنة فلسطين، عن شكره وتقدريه للجزائر على رعايتها واستضافتها للحوار الفلسطيني، داعيا كل الأطراف الفلسطينية لتحقيق المصالحة، لأن وحدة الصف شرط للانتصار في هذه القضية العادلة، مشيرا إلى أن “المصالحة الوطنية الفلسطينية كانت ولا تزال مطلبا ملحا لدى إتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي”.
وأبرز المتحدث أن اجتماع لجنة فلسطين، جاء في وقت تستمر فيه معاناة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأقصى أنواع الظلم فوق أرضه، من قبل سلطات الكيان الصهيوني الغاصب ومن عصابات المستوطنين والمجرمين، وذلك في ظل حكومة من أشد الحكومات الصهيونية تطرفا وتعصبا.
و قال إنه “لا يمكن قبول ما يجري في فلسطين، وواجب المسلمين القيام بحملة دولية لصالح القضية الفلسطينية، يبرز من خلالها أن هناك ازدواجية في المعايير لم تعد مقبولة اتجاه القضايا الدولية”.
وأضاف “ أن واجب الأمة الإسلامية أن تدعم وتؤازر بكل قوة وإخلاص الشعب الفلسطيني المجاهد حتى يحقق النصر على أعدائه وأعداء الأمة الإسلامية، ولن يكون ذلك إلا باعتبار قضيته قضية جميع الدول الإسلامية، حيث يتم في جميع المحافل مناصرتها وهي التي طال الأمد على إيجاد حل لها،
واعرب ذات المسؤول بأن تتواصل الدول الاسلامية التي لعبت دورا كبيرا في هذه المساءلة القانونية الدولية، حتى تتم محاكمة الصهاينة على جرائمهم ويقيم الشعب الفلسطيني دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس، داعيا لدعم الشعب الفلسطيني البطل الذي يواصل تصديه للمخططات الصهيونية من خلال مقاومته الباسلة.