كانت مباراة مثيرة للغاية، عشناها بتفاصيلها الدّقيقة، ورأينا أشبال “الماجيك” وهم يظهرون مستوى فنيا رفيعا في التعامل مع الكرة، فقد تمكنوا من إضفاء روح احترافي في مواجهة فيلة كوت ديفوار، وهؤلاء يمثلون فريقا ذا قدم راسخة على المستويين القاري والعالمي، ولم يشاركوا بـ«شان الجزائر” من أجل النّزهة..
ولقد صبرنا قرابة تسعين دقيقة، واقتربنا من الوقت بدل الضائع، فارتفع “الضّغط” و«السكر” و(جميع التوابل)، ثم جاء الفرج مع صافرة الحكم وهي تعلن ضربة جزاء شرعية، استقرت في شباك الحارس الإيفواري، وحررت الجماهير الجزائرية، لتحتفي بالتأهل إلى الدّور المقبل عن جدارة واستحقاق..
هي أصعب مباراة في مسار المحاربين بالـ«شان”، وكان للجمهور الرائع دوره الحاسم في تسيير أطوارها، فقد ظل واثقا أن النتيجة ستكون إيجابية، رغما عن ضياع كثير من الفرص الحقيقية للتهديف، غير أن فريق الأمجاد الجزائري، عرف كيف يقتنص الفوز في الوقت المناسب، ويبرهن عن فعالية متميّزة، تؤهله للعب ما تبقى من المسار نحو الكأس بأريحية كبيرة..
الماجيك وأشباله، منحوا الجزائريين، أمس، صورة رائعة عن الإصرار الجزائري، وبرهنوا على رغبة عارمة في الوصول إلى ذروة مسار الـ«شان”، تماما مثلما برهنوا على أن اللاعب الجزائري والإفريقي المحلي، له كلمته التي ينبغي أن تكون مسموعة، ومقامه الذي ينبغي أن يكون محترما، وليس كمّا مهملا (في المعادلة العالمية) كما أراد أن يروّج بعضهم..
على كل حال، لم نربح أمس التأهل فقط، وإنما فزنا بفريق ممتاز يمكن أن يضيف الأفضل إلى الفريق الأول، تماما مثلما فزنا برهان تنظيم منافسة قارية راقية المستوى، وفي كل حال.. المستحيل ليس جزائريا، ولن يكون..