الجزائر على موعد انطلاق الدورة 17 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، غدا الأحد، وسط تحديات وتهديدات تواجه العالم الإسلامي، وتصعيد خطير من قبل الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة.
سبق أشغال الدورة الـ17، التي تحمل شعار “العالم الإسلامي ورهانات العصرنة والتنمية”، اجتماع لجان مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي حيث المركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال مسرحا لها، منذ يوم الخميس الماضي.
وتتصدر القضية الفلسطينية، الملفات التي ستتم مناقشتها، باعتبارها القضية المركزية للمسلمين، ونظرا للعدوان الخطير الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني على يد الكيان الصهيوني الغاشم، الذي يمعن في ارتكاب مجازره وفي انتهاك حرمة المقدسات على مرأى ومسمع العالم، كما يمضي قدما في سياسته الاستيطانية الرامية إلى طمس الوجود الفلسطيني وهويته.
وتُعقد هذه الدورة في وقت يعيش فيه العالم الإسلامي تطورات متسارعة وهجمات من اليمين الغربي المتطرف، على المسلمين ومقدساتهم، في تصاعد رهيب للكراهية ضد المسلمين، وعرفت عواصم أوروبية مؤخرا حوادث حرق وتمزيق لنسخ من القرآن الكريم في استفزاز خطير لمشاعر المسلمين.
أهم ما درسته اللجان قبل انطلاق الأشغال..
ودرس البرلمانيون المجتمعون منذ يوم الخميس الفارط، نموذجا جديدا لصياغة القرارات على مستوى اللجنة الدائمة المتخصصة للشؤون السياسية والعلاقات الخارجية باتحاد مجالس الدول الأعضاء كما درست الوضع في فلسطين ومختلف البلدان العربية الإسلامية.
إضافة إلى تناولهم قضايا الهجرة واللاجئين والأقليات المسلمة، ومسائل أخرى متعلقة بالأمن ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره.
وعقدت اللجنة الدائمة المتخصصة لحقوق الإنسان والمرأة والأسرة، اجتماعها التاسع يوم الجمعة، حيث عرضت الأمينة العامة للجنة، سهيلة صابري، مشاريع قرارات حول مستجدات راهنة تتعلق بحقوق الإنسان حيث يجب ضبطها وفق مبادئ الشريعة.
وتناولت اللجنة مشاريع قرارات تتعلق بتعزيز دور المرأة والقوانين الاجتماعية والاقتصادية وتحسين المنظومة الصحية، ومشاريع قرارات تتعلق بحماية المرأة والطفل في المخيمات الفلسطينية.
واتفق أعضاء اللجنة الدائمة المتخصصة للشؤون الاقتصادية والبيئة لمجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على مشاريع قرارات تتمحور حول قضايا البيئة والتنمية المستدامة المتمثلة في تعزيز التعاون في حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي والحفاظ على الموارد المائية.
وتطرقت اللجنة التي اجتمعت اليوم السبت، إلى زيادة التبادل التجاري وتخفيض الحواجز الجمركية فيما بين الدول الأعضاء مع تفعيل ودعم المؤسسات الاقتصادية النشطة في مجال التنمية في العالم الإسلامي.
اتفاق على تجنيد مؤهلات الأمة
وكان رئيس المجلس الشعبي الوطني، ابراهيم بوغالي، لدى ترأسه اللجنة التنفيذية في الاجتماع التحضيري للدورة الـ17 للمؤتمر، شدد على ضرورة أن تقوم الأمة الإسلامية القوية بمؤهلاتها، بتجنيد طاقاتها للتعامل مع الرهانات التي يفرضها العصر، لاسيما ظاهرتي الإرهاب والكراهية، مع ضرورة دراسة التطورات الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وجدد الأمين العام لإتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، محمد قريشي نياس، دعوته لوضع ٱلية تعاون بين البرلمانات الإسلامية والدولية من أجل تعزيز العلاقات في كافة المجالات.
وقال محمد قريشي نياس، إن هذه الٱلية مهمة وتسمح بحضور المنتديات الدولية بغرض تعزيز العلاقات الثنائية بين البرلمانات الإسلامية والعالمية.
وفي حديث عن الاجتماع الرابع لجمعية الأمناء العامين، أعرب نياس عن أمله في وضع برنامج عمل لتحقيق أهداف الجمعية العامة للاتحاد، منه تبادل الخبرات العلمية والعملية لترقية اداء الأمانة العامة.
حضور قوي ونوعي
في دورة “العالم الإسلامي ورهانات العصرنة والتنمية”، مشاركة “كمية ونوعية”، بأكثر من 35 برلمانا، منهم 22 رئيس برلمان، ما يؤكد أن للجزائر “مكانة كبيرة في العلاقات الدولية، لاسيما في العالم العربي والإسلامي أو حتى على الصعيد الدولي”، مثلما يقول عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد محمد يزيد بن حمودة.
ويجتمع برلمانيو العالم الإسلامي، الذين يمثلون أكثر من 1.8 مليار مواطن مسلم، وسط ما يعيشه العالم الإسلامي من تهديدات وتحديات، تقتضي توحيد كلمة المسلمين لمجابهتها.
ومن المقرر أن يكون الافتتاح المقرر غدا على الساعة الثالثة زوالا مصحوبا برفع الستار عن طابع بريدي صمم خصيصا للمناسبة، وستتواصل الأشغال، هذا الإثنين، وتختتم مساءه.