تصدر ضحايا الاختناق بغاز أكسيد الكربون هذا العام حصيلة الحوادث المنزلية، نتيجة إهمال الوقاية وعدم احترام معايير استخدام أجهزة التدفئة، ما دفع السلطات العليا للتحرك عاجلا للحد من حوادث الاختناق بالغاز.
تجندت شركات وجمعيات مختصة، في الطبعة الثالثة للمعرض الدولي للتهوية والكهرباء والتكييف والتدفئة “سيفاك”، للترويج لأنظمة التهوية والإنذار ضد تسربات أحادي أكسيد الكربون والتعريف بها.
ل”الشعب أونلاين” تقربت من جمعيات وشركات مشاركة في الطبعة الثالثة، التي افتتحت أمس بقصر المعارض (صافكس)، حيث تقدم بعض الشركات أنظمة للتكييف والتهوية وشفط الدخان بنوعية آمنة وتقنية عالية وفقا للمعايير الدولية، لتزويد السكنات قيد الإنجاز، التي تنجز بدون تركيب أنظمة إنذار صوتية ضد تسربات غاز أحادي أكسيد الكربون.
يقول مسير شركة “ايفاك دوميل” للتكييف وأنظمة شفط الدخان، طارق رخيلة، في تصريح لـ “الشعب أونلاين” إن “منتوجنا موجه للمواطن البسيط والشركات الكبرى ومواقف السيارات في الطابق السفلي، بنايات شاهقة، عمارات، سكنات فردية وجماعية، نقدم الخدمات حتى للمصانع”.
ويضيف: ” تقدم شركة “ايفاك دوميل” حلولا للقضاء على مشكل الاختناق بغاز أوكسيد الكربون، ومن مشاريعنا أنظمة التهوية وأنظمة شفط الهواء، وفق معايير عالمية. هذه الأمور تلزمنا بها مصالح الحماية المدنية، في جميع المشاريع الكبرى تتابعها وتراقبها الحماية المدنية”.
ويوضح رخيلة بقوله يجب ان تخضع المشاريع الكبرى لمراقبة من مصالح البيئة، العمران والحماية المدنية، وتلك المخصصة للاستقبال مثل المراكز التجارية، بحيث يستلزم تقديم ملف حول الهندسة المعمارية ثم تمر على نظام الإنذار ضد الحرائق، كي تتحصل الشركة على الاعتماد لأن الأمر يتطلب دراسة معمقة قبل الانطلاق في المشروع.
ويشير المتحدث إلى أنها أول تجربة له في المشاركة معرض “سيفاك”، بهدف إقامة علاقات تجارية مع المواطنين والمهنيين والمساهمة في توعية المواطن خاصة في ظل الأخطار المترتبة عن استعمال هذه المواد.
ويؤكد مسير شركة “ايفاك دوميل” أن المنتوح متوفر في نقاط بيع محددة ولديه مخزون يلبي طلب العملاء الذين يتعاملون معه في أي وقت.
وتنتج الشركة أجهزة التبريد والتدفئة وأنظمة شطف الدخان وحتى أجهزة إنذار الحرائق مزودة بأنظمة ذات معايير دولية مضبوطة ومدروسة بمختبرات عالمية، ومعمول بها عالميا.
ويضيف: “يريد فريقنا أن يكون ديناميكيا ومهنيا. نضع توقعات عملائنا في صميم اهتماماتنا، مهما كانت صعوبة المشروع الموكل إلينا. تكمن قوتنا في المهارات والخبرات المتنوعة لجميع موظفينا، وهذا ما ساهم في تطوير خبرتنا في التبريد والتكييف ومعالجة الهواء”.
يقول المصدر ايضا: “من بين مجالات تدخلنا تكييف الهواء، تهوية، أنظمة شفط الدخان، ترصيص صحي، تدفئة مركزية، وسائل إطفاء الحريق وشفط الدخان، مهمتنا في تزويد عملائنا بخدمة موثوقة وفقا للمعايير الدولية الحالية. لدينا فرقا متخصصة تلتزم بالعناية بطلبات الزبائن مهما كانت مفصلة، مع تقديم جودة الخدمة”.
ويرجع طارق رخيلة، سبب الحوادث المنزلية التي وقعت مؤخرا وأدت إلى وفاة عديد الأشخاص، إلى عدم وعي المواطن بخطورة هذه الأجهزة في حالة استخدامها بشكل خطأ، بحيث أصبح المواطن يشتري أجهزة بثمن بخس، دون إعطاء أهمية لجودة المنتوج، وأحيانا المستهلك هو الذي يتسبب في الكارثة، يقوم بتركيب الجهاز بنفسه، وهو ليس مختصا في ذلك، متناسيا الخطر أو يستعين بيد عاملة غير مؤهلة لا تتقن النشاط بسبب افتقادها للتكوين الجيد”.
في هذا الصدد، استحسن مسير شركة”ايفاك دوميل” قرار الحكومة مؤخرا بتكليف شركة سونلغاز بتزويد المواطنين بأجهزة إنذار صوتية ومرئية ضد تسربات غاز أوحادي أكسيد الكربون مجانا، وفتح مخابر للمراقبة التقنية والنوعية في البلاد لمراقبة الأدوات الكهرومنزلية الأكثر تسببا في الحوادث المنزلية لاسيما المدافئ، واعتبرها بأنها للمواطن والبلد.
ويوضح أنه “للأسف مشاريع السكنات المنجزة مثل عدل أو السكن الترقوي العمومي، تفتقد أنظمة الانذار بشان الغاز، وبات ضروريا اليوم إدخال هذه الأنظمة في البنايات والسكنات التي أنجزت أو التي ستنجز مستقبلا”.
ومن مشاريع الشركة، يتحدث رخيلة عن مشروع التوعية الجاري العمل عليه، ويقول: ” عندما يعي المواطن مخاطر استخدام اجهزة التكييف والتدفئة بشكل خاطئ، نوجهه ليعرف ما يحتاجه، منتوجاتنا نستوردها من أوروبا. نأمل أن يكون المشروع محلي، هناك مشاريع شراكات مع مراكز التكوين المهني والمعاهد”.
ويضيف: “نحن بصدد تكوين شباب. أمضينا عقودا مع بعض الشباب. يقصدنا بعض الشباب من مراكز التكوين والمعاهد نستقبلهم ونكونهم في هذا المجال، بما في ذلك رسائل تخرج لطلبة جامعيين تحضر عندنا، مدة التكوين تتراوح من عام إلى عامين”.
ومن المشاكل التي تعترض شركة “ايفاك دوميل”، اشتراط شهادة التأهيل رقم 7 و8 عليها عند تحضير دفتر الشروط لمزاولة النشاط، في حين هي شركة ناشئة مقارنة بمؤسسات أخرى.
يقول: ” على الأقل يشترط علينا 10 أو 20 في المائة من المشروع كتجربة أولى، بعدها تكون الإنطلاقة، زارنا وزير الصناعة وطُرحت عليه الإنشغال، وطمأنني أن المشروع ساري نحو الأفضل”.
شركة “ايفاك دوميل”، هي شركة خاصة تعمل في مجالات التكييف، التهوية، أنظمة شفط الدخان، وهي مؤسسة ناشئة ذات مسؤولية محدودة تأسست في 2008، وبعد عشر سنوات من العمل وسعت نشاطها.
تتكون الشركة من مجموعة من الشباب خريجي الجامعات والمعاهد ومراكز التكوين المهني الجزائرية، حاليا تتكون المؤسسة من 13 عاملا.
تتوفر الشركة على مبدأ تكييف الهواء ثابت الحرارة، مكيف الهواء في ورشة أو حظيرة التبريد التبخيري أو حتى التكييف الأحيائي، ينطوي على تمرير الهواء الساخن عبر تدفق المياه.
في التكييف الصناعي تُقدم للمهنيين حلا بيئيا مثاليا لتبريد أماكن عملهم، تعتمد أجهزة الشركة حسب ما يوضحه مسيرها على مبدأ التبريد الأديباتي وهي ظاهرة طبيعية ويستند التبريد على التبخر عندما يمر تيار من الهواء الساخن عبر سطح رطب، تتحول جزيئات الماء إلى حالة بخار، ما يؤدي إلى التبخر لأن درجة الحرارة ساخنة والجو الجاف، ينتج ميكانيكيا في تبريد وترطيب الهواء.
إذا مر الهواء الساخن عبر سحابة مبللة أو لامس سطحا كبيرا من الماء (البحر،ا لمحيط، البحيرة الكبيرة..)، يبرد ويرطب، تنخفض درجة الحرارة بعد ذلك بدرجات عديدة.
وتتوفر الشركة أيضا على بديل للتكييف التقليدي، تستخدم مجموعة من الأجهزة لهذا المبدأ الطبيعي، مروحة واسعة أو أكثر وفقا للطراز الذي يختار، يهب الهواء الساخن عبر الماكينة، التي تحتوي مياه تلامس الهواء المدفوع، ما يؤدي إلى تبريده على الفور، عندما يخرج من الجهاز يكون أكثر برودة ورطوبة بشكل طبيعي، يمثل هذا النظام بديلا مثيرا للاهتمام عن تكييف الهواء، يؤكد محدثنا.
أميش: أول دورة تكوينية يمس سلسلة التبريد في الجزائر
يشدد عبد القدير أميش ، مكلف بالتطوير بالجمعية الجزائرية لممثلي التبريد وتكييف الهواء، على أهمية التكوين لتفادي ما يحدث من اختناقات في غاز اوحادي أكسيد الكربون.
ويؤكد لـ”الشعب اونلاين” أن من بين أهداف الجمعية هي التوعية وتكوين الأشخاص المعنيين بتركيب أجهزة التدفئة والتبريد مجانا.
ويشير ممثل الجمعية الجزائرية لممثلي التبريد وتكييف الهواء، إلى أن من بين أسباب الاختناقات بالقاتل الصامت يمكن أن المشكل في جهاز التدفئة، أو في تركيب الجهاز، بسبب نقص التكوين لدى الأشخاص المكلفين بالتركيب أو رب العائلة الذي يقتني الجهاز دون مراعاة جودته ومدى توفره على أنظمة التهوية لضمان عدم تسرب الغاز.
ويضيف أنه من أهداف الجمعية في التبريد تكوين وتوعية من يستغل المنتوج أو الذي يخزنه أو من ينقله، ويؤكد “لسوء الحظ ما نزال بعيدين في تقنية التبريد، وأن الجمعية تحاول رفع مستوى التبريد، والقضاء على الأجهزة ذات نوعية رديئة في مجال التبريد والتكييف في السوق الجزائرية”.
ويكشف أميش، عن الشروع في أول دورة تكوينية عن سلسلة التبريد في الجزائر خلال شهر، لأن هناك قلة من الناس يحترمون سلسلة التبريد.
ويوضح أن تخزين الأدوية في غرفة التبريد يتطلب شروطا ومعايير دولية في درجات التخزين، والمركبة المهيأة لنقل الدواء، التي لا ينتبه لها كثيرون، ودرجة التخزين قد تكون من 0 إلى +12 درجة.
ويؤكد محدثنا أن خبراء محليون ودوليون يشرفون على تكوين الاشخاص المعنيين، وهذا على حسب نوعية التقنية أو الأشخاص المعنيون بالتكوين، أملا في تكون الجمعية في المستوى لتمثيل الجزائر في مجال التبريد إفريقيا.
ويشير إلى أن الجمعية في اتصال مع مختصين في تونس والمغرب ومصر وغيرها من البلدان، وتبذل مجهودات لرفع مستوى التبريد في الجزائر.
وبحسبه، سترتقي الجمعية الجزائرية لممثلي التبريد وتكييف الهواء، إلى جمعية افريقية، وسيكون معرض “سيفاك” فرصة لها كي يتعرف عليها المتعامل والزبون المستهلك، وتبرم عقود شراكة مع مختلف الفاعلين في القطاع.
يقول أميش إن الجمعية هي صوت مهن التبريد، من مهامها جمع وتمثيل فاعلي قطاع التبريد بجميع مجالاته أمام السلطات العمومية، والجمع بين المهارات العلمية والتقنية، وضمان تمثيل هذه الجهات الفاعلة لدى السلطات العامة، إضافة إلى تعزيز التبادل بين المهنيين ونشر المعرفة في مجالات التبريد.
ويضيف ممثل الجمعية: “تدخلاتنا تنحصر لدى السلطات العامة، ودعم المهنيين في التطورات التنظيمية والعلمية والتكنولوجية على المستويين الوطني والدولي”.
وتستهدف الجمعية الجزائرية لممثلي التبريد وتكييف الهواء، التي تأسست في جويلية 2022، تقاسم المعرفة والتنمية المستدامة الضرورية للمجتمع وتطوير العلاقات مع القطاع الإقتصادي والمهني، وتهدف أيضا مشاركتها في الصالون الدولي ” سيفاك” لعرض الفاعلين في التبريد بالجزائر، ومن مهامها الرئيسية تقديم قطاع التبريد.