حقّقت الدّول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، انتصارا غير مسبوق، مع تبنّي المؤتمر لمقترحات الرئيس تبون كاملة، ما منح العالم الإسلامي فرصة إثبات وجوده في العالم، من خلال التأسيس الفكري، والخطاب القويّ، والإجراءات العمليّة، على المستويين السياسي والاقتصادي، وهو ما يمكن أن نعتبره «انطلاقة فعلية» للعمل الإسلامي، وفق رؤية إستراتيجية، ومنهج قويم..
ولا نُخفي أنّنا سعدنا كثيرا بمقترح الرئيس تبون المتعلق بإنشاء مركز للدراسات والأبحاث في مناعة الفكر الإسلامي، وأسعدنا أكثر أن يكون مقره بالجزائر، خاصة وأنّها رسّخت تقاليد في الدّراسات الفكرية المعمّقة، بل إن في أبناء الجزائر من كبار المفكرين من أضافوا إلى الصرح المعرفي الروائع، من امحند تازروت وهو يقدّم للعالم اشبينجلر، ويضع غوبينو (والغرب كاملا من ورائه) عند حدّه، في (بيان ضد العنصرية)، إلى حمودة بن الساعي وهو يؤسّس، والربيع ميمون وهو يشرّح، ومحمد أركون وهو يقوّم، ومالك بن نبي وهو يفصّل، وكثيرين آخرين يتواصل عطاؤهم إلى يومنا هذا في مدرسة الفكر الجزائرية التي تمتلك من القدرات ما يفتح الآفاق واسعة أمام العالم الإسلامي، بعد أن تهالك عليه الحاقدون، وألصقوا به كل مشين دون وجه حقّ..
بصراحة.. هي انتصارات متوالية تتحقّق للجزائر، منذ تولّى الرئيس تبون الرئاسة، ومركز الدراسات انتصار كبير آخر، يضاف إلى الانتصارات التي تحققت للأمتين العربية والإسلامية، قد يكون أهمّها عودة الحق الفلسطيني إلى واجهة الأحداث، بعد أن جنت عليه ظروف صعبة، وتهالكت عليه سنون عجاف..
قلنا دائما إن الرئيس تبون يشتغل وفق أسس منهجية واضحة، يدعمُها الروح الجزائري الأصيل بكل ما يُعرف عنه من أنفة وكبرياء وصدق في التعامل مع الإنسان.. وهذه هي الجزائر العظيمة التي تخفق بها القلوب..