قطع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قول كل خطيب، حين أكد على أثير «روسيا اليوم» بأن الجزائر تحتل الصّدارة على قائمة المتقدمين لـ»بريكس»، وأكّد «أن صدارتها إنما تعود إلى مميّزاتها وخصائصها»، أي أنها لديها ما تضيف إلى المجموعة الاقتصادية، ليصيب كثيرا من (الكلامولوجيين) بـ(السّكتة)، بعد أن ظلّوا يُشيعون ويذيعون (حسدا من عند أنفسهم) أن الجزائر و»بريكس» حلم لا يمكن تحقيقه..
وعبّرت نائب كاتب الدولة الأمريكي، ويندي شيرمان، عن امتنانها لـ»إسهامات الجزائر في تسوية النزاعات الإقليمية»، تماما مثلما اعترفت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الجزائر، بأن التعاون الثنائي بين البلدين «شهد تطورا إيجابيا»، ونوّهت بـ «تحسين مناخ الأعمال»، بل قالت صراحة إن التشريعات الجزائرية الجديدة «تثير اهتمام رجال الأعمال والشركات في الولايات المتحدة الأمريكية»..
وقد يكون واضحا أنّنا نقلنا الموقفين، الروسي والأمريكي، ليكونا بيانا على المصداقية التي تحظى بها بلادنا في العالم. فالجزائر، على مدى التّاريخ، ظلّت بيتا للإنسان وحده، ولم تنتصر إلا للقيم الإنسانية العليا، دون مصلحة ترجوها، ولا غاية تخفيها، ولقد التزمت – على الدّوام – بمبادئها المؤسسة، فلم تتدخل في الشؤون الخاصة للدّول، مثلما لم ترضَ لأيّ كان بالتّدخل في شؤونها، وظلت داعية للسلام بعيدا عن أيّ حسابات ضيّقة، بل بعيدا عن كل ما لا يصبّ في مصلحة الإنسان..
لقد كان خطاب الرئيس تبون صريحا، جزائريا أصيلا، إنسانيا شاملا، وهو يؤكد غير مرّة أن الجزائر لا تنحاز إلى شرق ولا غرب، وإنما تنحاز إلى القضايا الإنسانية العادلة، وأنّها تولّي وجهها شطر ما ينفع الناس، ولا نشكّ مطلقا بأن العالم اليوم يدرك بأن الانتصارات تكون في ميادين الاستثمار.. وهذا هو الرهان الحقيقي..