أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي عن الشروع في «تحسين نظام ليسانس-ماستر- دكتوراه» وفق «رؤية توافقية» تسمح لـ”الجامعة” بتولي وظيفتها الفعلية، بصفتها «قاطرة للتنمية الوطنية»، بل بصفتها «فرس الرهان» في البناء الاقتصادي الجديد، وهذه مهمّة نبيلة ينبغي الحرص على القيام بواجباتها، وتوخّي «الحذر المطلق» من أي خطإ يمكن أن يتسلّل إلى المنظومة العامة للتعليم العالي.
لسنا نشكّ مطلقا في قدرة وزير التعليم العالي على القيام بالواجب السّامي للإصلاح، فهو الأستاذ المرموق، والعالم الورع، وهو العارف بجميع المشاكل التي تواجه الجامعة الجزائرية؛ لهذا نعتقد أنّه يدرك بأن مسألة الإصلاح لا يمكن أن تتوقف عند حدود (أل.أم.دي) وحده، وإنما يجب أن تمتدّ إلى كل التفاصيل مهما تكن دقّتها، ونرى بأنّ أوّل الإصلاح يبدأ باستعادة «حرمة» الجامعة وقدسيتها في المحفل العام، تماما مثلما ينبغي استعادة مكانة «الأستاذ»، وتخليصه ممّا تلصّق به في المخيال العام، منذ تحوّل إلى (لعبة) بين أيادي (روكي البزانسي) الذي فرض عليه صورة (اسمُو غالي، وجيبُو خالي) ذات ليال حالكات مرّ بها الوطن..
نريد أن نقول صراحة إن الإصلاح لا يجب أن يكتفي باستهداف الأخطاء المحتملة في التكوين ومقدّراته، وإنما يمتدّ إلى جميع الظروف المحيطة بالنظام، وهي ظروف لها تأثيراتها المباشرة على العمل برمّته، ويمكنها أن تصطنع أسبابا توهنه حتى إن كان محكما.
وفي كلّ حال، نعلم أن جامعتنا اليوم بين أيد أمينة، وأنها تحظى بعناية الرئيس تبون شخصيا، ما يسمح لنا بأن نقول واثقين إنها السّانحة التي تحظى بها الجامعة كي تستعيد فعاليتها، وتقدّم إضافتها الضّرورية إلى البناء الوطني؛ ولهذا، نتفاءل بالأفضل، فهو حق الجزائر..