أكد مشاركون في ندوة التاريخية بعنوان “ساقية سيدي يوسف، دماء امتزجت، مشاعل توهجت، وبشائر” نظّمها المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة اول نوفمبر 1954، اليوم الثلاثاء، أهمية مجزرة ساقية سيدي يوسف، في تعزيز العلاقات الثنائية والروابط الأخوية بين الجزائر وتونس، الذين يجمعهما تاريخ ونضال مشترك، مطالبين بتأسيس موقع للذاكرة يخلد نضال الشعبين.
أبرز نائب السفير التونسي بالجزائر، أنور ميساوي، عمق العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين الشقيقين الجزائري والتونسي، وقال أن ساقية سيدي يوسف، هي عنوان كبير لإرث تاريخي ونضال مشترك.
وأضاف :”نجد أنفسنا اليوم في إطار مواصلة هذا التكامل بين البلدين من أجل مستقبل مشترك وتعزيز التعاون، وسيتواصل هذا التكامل بتنقل وفد جزائري رفيع المستوى للحدود الجزائرية التونسية، أين وقعت مجزرة ساقية سيدي يوسف”.
الحفاظ على تاريخ نضالنا يعزز الروابط الأخوية بين الجزائر وتونس
وأكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس الديوان، حميد بوشارف، أن مجزرة ساقية سيدي يوسف، من المحطات التاريخية المشتركة ومن الشواهد على جرائم فرنسا الإستعمارية.
وأضاف أن “تضحيات جمعت الشعبين الشقيقين، والتي امتزجت فيها دماء الشعبين في حق مدنيين جزائريين وتونسيين بعدما قصف سوق أسبوعي ومدرسة للأطفال، كانت عملية انتقامية ضد دعم الشعب التونسي للثورة”.
وقال :”ذلك الدعم والترابط، الذي ما يزال ماثلا بين البلدين، يمثل رمزا، حيث زادتهم بشاعة الجرم ثباتا ضد آلة الإستعمار”.
وأبرز أن المخططات الفرنسية لم تفلح في تثبيط عزيمة التونسيين في دعم إخوانهم الجزائريين، لأن الإستعمار الفرنسي كان يتوهم أن هذه الجريمة سوف تكسر شوكة الثورة”.
وأكد ربيقة، أن الذاكرة الوطنية أولوية قصوى في برنامج قطاع المجاهدين، الذي يحرص على منح هذا الملف العناية الكاملة لنقل القيم الأصيلة والنبيلة لثورة نوفمبر، لتكون حبلا متينا يعزز التمسك بوحدة الجزائر.
وأضاف :”أهمية المحطات التاريخية ذات البعد الإقليمي نعتبرها إرثا مشتركا نستلهم منه، حيث حرص رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على جعل الذاكرة ركيزة أساسية في بناء الجزائر الجديدة “.
وأشار الوزير إلى، أن الحفاظ على تاريخ نضالنا سيكون منطلقا لتعزيز روابط الأخوة والارتقاء بالعلاقات بين البلدين.
ملحمة مضيئة في الإرث التاريخي
وصف الدكتور حسين عبد الستار، ممثل عن المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة اول نوفمبر 1954، ساقية سيدي يوسف، بملحمة مضيئة في الإرث التاريخي المشترك، وقال أن الدماء الجزائرية والتونسية واحدة.
وأبرز أن قيادة الثورة أدركت العمق الاستيراتيجي لتونس كقاعدة خلفية للثورة، وأشار إلى أن فرنسا أعدمت 5 أجيال من الجزائر، وتوجه إلى وزير المجاهدين بالمطالبة بتنظيم ملتقى وطني بإسم إرث الحدود، ومنصة رقمية تجمع هذا الإرث ومتحف مشترك، وفرق بحث في بعض المسارات التاريخية.
وتطرق بشير سعدوني، استاذ التعليم العالي بجامعة الجزائر 02، إلى أسباب مجزرة ساقية سيدي يوسف، ونتائجها، وقال انها جريمة مكتملة الأركان وعلى الشعبين الشقيقين مطالبة فرنسا بحقوقهم.
وأشاد سعدوني، بمواقف الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، المشرفة في دعم الثورة الجزائرية وذكر خطابه في 1957 عندما قال إن تونس مستعدة للتنازل عن بنزرت وإعطاءها لفرنسا، إذا قبلت إعطاء حقوق الجزائريين.
وأبرز البروفيسور حسان مغدوري، من جامعة الجلفة ضرورة إستغلال الذاكرة لتعزيز العلاقات الثقافية والإقتصادية بين البلدين.
وقال أن منطقة ساقية سيدي يوسف، جديرة بأن تحتضن متحف الشهيد، وموقع ذاكرة يخلد تاريخ ونضال الشعبين الشقيقين.
وأضاف :”التحديات الإقليمية اليوم تدفعنا أكثر لتعزيز هذه الروابط، وتفعيل الذاكرة المشتركة بين الشعبين.