يقود النظام المخزني مخططا خطيرا لصهينة وشرعنة احتلاله للصحراء الغربية عبر بوابة “الاستثمار”، مقدما اغراءات كبيرة جدا للشركات الصهيونية في ظل انسحاب العديد من الشركات الدولية الكبرى السنوات الأخيرة من الاراضي الصحراوية المحتلة، خوفا من تداعيات انتهاك القانون الدولي.
وفي هذا الاطار، أكد منسق الحملة الدولية ضد نهب ثروات الصحراء الغربية وعضو المكتب التنفيذي لجمعية مراقبة الثروات وحماية البيئة بالصحراء الغربية، لحسن دليل، في تصريح ل/وأج، أن “الاحتلال المغربي يبحث من خلال الشركات الصهيونية على شرعنة احتلاله للصحراء الغربية”، وهذا نتيجة لمجموعة الاحكام الصادرة عن محكمة العدل الاوروبية في 2016 و2018، و آخرها في سبتمبر 2021، والتي ألغت الاتفاقيات بين المغرب والاتحاد الاوروبي التي تشمل مياه و أراضي الصحراء الغربية دون موافقة الشعب الصحراوي عبر ممثله الشرعي والوحيد، جبهة البوليساريو.
كما أبرز في السياق الرأي القانوني للاتحاد الافريقي الصادر في سبتمبر 2015، والحكم الاخير الصادر عن المحكمة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب في سبتمبر 2022 ، والذي يؤكد ايضا على عدم احقية المغرب في ثروات الشعب الصحراوي.
و أضاف أن “جميع هذه الاحكام القضائية أدت الى انسحاب العديد من الشركات الاجنبية من الجزء المحتل من الصحراء الغربية و احجام أخرى عن الاستثمار، ما ولد عزلة للاحتلال الذي راح يبحث عن شركات اخرى تستثمر، بتقديم امتيازات كبيرة جدا، ليجد ضالته في الشركات الصهيونية التي لا تعير أي اهتمام للقانون الدولي”.
و افاد في هذا الاطار أن التنقيب عن البترول بالمدن المحتلة بدأ في 2015-2016 مع شركة نرويجية و أخرى بريطانية بنسبة 25 في المائة لكل منهما، قبل أن تنسحب الشركة النرويجية تحت الضغوط التي تعرضت لها داخل بلادها بسبب مخالفتها القوانين الدولية، التي تعتبر اقليم الصحراء الغربية غير مستقل.
وتابع يقول: “بعدها، اضطرت سلطات الاحتلال المغربي لتوقيع اتفاقيات مع شركات صهيونية كان آخرها العام الماضي، والتي منحت بموجبها نسبة 75 في المائة كاملة للشركة الصهيونية”، منبها الى أن الغريب في الامر ان هذه الشركة حديثة النشأة وتأسست في شهر مايو 2021، مشددا على أن الهدف من كل هذا هو “شرعنة المغرب لاحتلاله للصحراء الغربية”.
اعفاءات ضريبية ورحلات جوية بالمجان للصهاينة
ويرى المتحدث ذاته أن “المغرب في مأزق كبير يحاول الخروج منه بأي طريقة، خاصة في ظل العزلة الدولية الكبيرة التي يعيشها، بعد افتضاح امر الرشاوى التي كان يدفعها للنواب الاوروبيين من أجل غض الطرف عن الجرائم التي يرتكبها بالصحراء الغربية”.
وندد الناشط الصحراوي بشدة “بصهينة المدن المحتلة والنهب الممنهج والاستنزاف المستمر لثروات الشعب الصحراوي من خلال استقدام شركات صهيونية، خاصة لمدينة الداخلة المحتلة وما تتوفر عليه من ثروات طبيعية وامكانيات سياحية كبيرة جدا”.
كما استنكر تنازل الاحتلال المغربي عن ثروات الشعب الصحراوي لهذه الشركات بأبخص الاثمان، وهو ما يؤكد أن لا سيادة له على الصحراء الغربية، قائلا: “من أبرز ما يبرهن على أن المغرب لا يمتلك اي سيادة على الجزء المحتل من الصحراء الغربية هي النسب المتدنية التي تتضمنها العقود التجارية مع الشركات الاجنبية، والتي غالبا لا تتجاوز 25 في المائة لصالحه في احسن الاحوال، لأن هدف النظام المغربي بالأساس هو شرعنة وتلميع احتلاله للصحراء الغربية و ارباك المنطقة و اطالة امد الصراع”.
وطالب منسق الحملة الدولية ضد نهب ثروات الصحراء الغربية، في الاخير، جميع الشركات الاستثمارية الاجنبية باحترام القانون الدولي والانسحاب من الصحراء الغربية المحتلة.
ومن بين الامتيازات التي يقدمها المغرب للصهاينة، اعفاءات ضريبية لمدة 10 سنوات ودفع ثمن الرحلات الجوية والايواء لفترة معينة خلال معاينة المنطقة.
بدوره، أفاد عضو الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغرب، حسنة الدويهي، أن هذا لا يتعلق بأمور اقتصادية فقط، حيث ان الوفود الصهيونية التي تصل الى المناطق المحتلة تحت اشراف أجهزة استخبارات دولة الاحتلال المغربي، تتكون أيضا من تقنيين و عسكريين و بعض رجال الدين المتشددين والعنصريين من الكيان الصهيوني.
و أوضح حسنة الدويهي أن دولة الاحتلال المغربي عمدت إلى هذا الأسلوب بعد فشلها الذريع في فرض سيادتها على الصحراء الغربية وبعدما تكبدت خسائر متتالية على الصعيدين العسكري والدبلوماسي.
وحذر في السياق من التداعيات الخطيرة لمساعي المغرب صهينة المدن الصحراوية المحتلة، على كل شعوب القارة، خاصة مع التكنولوجيا الحديثة التي يتوفر عليها الكيان الصهيوني في المجال العسكري.