ما زال الحالمون بـ»الفردوس المفقود» من الكولونياليين (اللّواص)، والمشتاقين إلى عقلية (لاصاص)، يعتقدون أن حلم (العودة) ممكن التحقيق، ولكنّهم – عادة – ما يعبّرون عمّا (يوجعهم ويقضّ مضاجعهم) بأساليب غاية في السّذاجة و(التبهليل)، ولا يجدون (ما) يجيّشون ضدّ الجزائريين سوى (الذّر والمساخيط)، وبقايا أولئك الذين يفتحون المطريات بالجزائر، حين تمطر بباريس..
وظاهر أن (اللّواص) لم يتمكنّوا من فهم الدروس التي لقنها لهم الجزائريون في ساحات القتال، ولم يقدروا على استيعاب الكبرياء الجزائري ونفحاته وسموّه، وما يتيحه من الصبر على جميع أنواع الأذى، دون أن يتأخّر قيد أنملة عن موقفه العادل؛ لهذا، يحاولون استغلال أيّ (خزعبلة) في النّيل من الجزائر، ولا يكفّون عن صناعة الأقاويل، واختلاق الأباطيل، ظنّا منهم أنّها يمكن أن تحقّق لهم ما يمنّون به أنفسهم، ثم يكتشفون أن أمانيهم ليست سوى (كوابيس) تستعيد لهم صورة العلم الجزائري وهو يعلو خفاقا في سماء الحرية..
ولقد تعاملت الدّولة الجزائرية بعدالة مع المستعمِر القديم، ولكنه لم يستطع التعامل بمنطق الدّول، فلم يكفّ عن ألاعيبه المخابراتية السّاذجة، واعتداءاته البهلوانية على الجزائر والجزائريين، اعتقادا أن العالم ما زال يصدّق الأكاذيب الواهنة، أو أن صغار (الخبارجية) يمكن أن يحققوا له بـ(التوشويش والنميمة)، ما لم يتمكن من تحقيقه (اللّواص الراسخون) بالحديد والنار!!
ولسنا نحتاج إلى إقامة البرهان على أن ما أقدمت عليه المخابرات (اللّواصية)، إنما هو «فضيحة» كاملة الأركان، لم يضف– في الأخير – سوى شانئة جديدة إلى سجلّها العامر بالمهاترات. فإذا تعاملت الدّولة الجزائرية وفق مقتضيات الأعراف الديبلوماسية، فهذا حقها المشروع، وهذه سيادتها الكاملة، وكلمتها العليا التي ينبغي أن يستوعبها الحالمون بـ(العودة)..