ينظّم مخبر التمثلات الفكرية والثقافية، نهاية الأسبوع الجاري بجامعة تيزي وزو، ملتقى وطنيا تحت عنوان “تعدّد المرجعيات في الأدب والثقافة الجزائريين”. ويطرح الملتقى إشكالية تبحث عن مرجعيات الأدب والفكر الجزائريين ومصادرهما، وتتساءل إن كانت هذه المرجعيات قد تغيرت وتنوعّت عبر الزمن، أم أنها بقيت على حالها رغم الظروف الطارئة على المجتمعات الجديدة.
تحتضن جامعة تيزي وزو “مولود معمري”، يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع الجاري، ملتقى وطنيا تحت عنوان “تعدّد المرجعيات في الأدب والثقافة الجزائريين”، الذي ينظمه مخبر التمثلات الفكرية والثقافية بذات الجامعة.
ويعالج الملتقى مجموعة من المحاور، يدور المحور الأول منها حول المرجعية التاريخية في الفكر والأدب الجزائريين، أما المحور الثاني فيتعلّق بالخلفيات السردية في الأدب الجزائري. ويركز المحور الثالث على المرجعية الثقافية وموقف الناقد إزاءها، فيما يعالج محور رابع حضور الثقافات المحلية في الأدب والفكر الجزائريين. أما المحور الأخير فيسلط الضوء على حضور الأدب العالمي في الأدب والفكر الجزائريين.
ويرى المشرفون على تنظيم هذه التظاهرة العلمية، وعلى رأسهم المسؤولة عن الفعالية ورئيسة اللجنة العلمية د.ذهبية أشابوب، أن المرجعيات في الأدب الجزائري قد تعدّدت، كما طرأت على الثقافة الجزائرية العديد من التغيرات والتحولات “نظرًا لتعدّد المرجعيات التي يتخذها الأدباء والمفكرون لإنتاج خطاباتهم مسايرة للظروف المصاحبة لإبداعاتهم، والتطوّرات الفكرية التي طغت على الساحة الثقافية”، فكانت ثمرة هذه التحولات، حسبهم، توجهات عدة في الفكر والأدب.
ولأن الكاتب، كما الأديب، لا يتوقفان على ما كان، بل يتطلعان إلى آفاق أخرى، فقد أخذا يغوصان في قضايا مجتمعهما، محلليْن تارة ومرشديْن تارة أخرى، إذ “لم يعد الأدب تلك النصوص الخيالية الخالية من اهتمامات الفرد وما يشغل مجتمعه من قضايا حياتية، وإنما أصبحت تعجّ بصور تاريخية ونفسية واجتماعية وحتى سياسية، فتعدّدت الاهتمامات وكثرت المواضيع المستجدة على الساحة الأدبية بكل أجناسها، والحال ذاته نجده في مجال الفكر وحتى النقد، الأمر الذي دفع بالروائيين والكتاب إلى إعادة النظر في المواضيع وحتى الأنماط الكتابية.
ومن هذه المنطلقات، يطرح الملتقى إشكالية تبحث عن مرجعيات هذا الأدب والفكر الجزائريين ومصادرهما: “هل تغيرت مرجعيات الثقافة الجزائرية عبر الزمن وتنوعت، أم أنها بقيت على حالها رغم الظروف الطارئة على المجتمعات الجديدة؟”.
للتذكير، فقد تمّ فتح باب المشاركة في الملتقى لكل الباحثين من أساتذة وطلبة دكتوراه، وذلك باللغات العربية، الأمازيغية، الإنكَليزية والفرنسية.