أسعدتنا كثيرا الاحتفالية التي أقامتها الاتحادية الجزائرية للآداب والفنون، لتكريم سيّدة المقام، الأديبة الأريبة، السّيدة زهور ونيسي، معلّمة مربيّة، وكاتبة قديرة، وروائية مبدعة، وإعلامية راقية، ووزيرة مقتدرة، ومجاهدة كبيرة جعلت نبض قلبها الطاهر وقفا للوطن..
وقد يكون التكريم رمزيا، لكن المحبة التي أحاطت بالمكتبة الوطنية في أثناء الاحتفالية، كانت كافية لتعبّر عن مدى الامتنان لأديبة الجزائر، وكانت كافية لتشرح عمق الاعتراف لأيقونة وطنية لها فضلها على جميع الجزائريين الذين عانقوا كلماتها في الكتب المدرسية، وحظوا بعطفها وحنانها عبر سطورها النورانية في مختلف أعمالها، من «يوميات مدرّسة حرة» إلى «تغريدة المساء»، وأعمال أخرى كثيرة تزين المكتبة الجزائرية، وتمنحها روائع الصّور عن قوة النضال، ورسوخ الصبر، وعلوّ الأمل، والإيمان الخالص بالجزائر..
زهور ونيسي، اسم نقش في صدور الجزائريين والعرب جميعا، بأحرف من نور، وليس يمكن للكلمات، ولا للأساليب البلاغية أن تحيط بوصف مقامها السّامي. فالسّيدة زهور، قبل أن تكون كاتبة، وإعلامية، وقاصة، ومجاهدة عظيمة، هي الأمّ الرؤوم لكلّ جزائري قرأ لها، أو تعامل معها، فهي التي زينت المشهد الثقافي بكثير من الأسماء الكبيرة، كتابا وشعراء وروائيين تمدرسوا على يدها، أو حظوا بتشجيعاتها وتوجيهاتها حين كانت تدير مجلة «الجزائرية»، وتشرف على مادتها الثّرية.
ونعرف أننا لن نفي السيدة ونيسي حقّها؛ ذلك أن فضلها يبقى أكبر مهما حرصنا على وصفه. ولكننا مع هذا، نريد أن نشير إلى ما أغفله كثير من الباحثين والقراء، وهو أن السيدة ونيسي تكتب السيناريو أيضا، ونعتقد أنه من فضيلة الاعتراف، الإشادة بجهدها في هذا النوع من الكتابة..
وليس يحز في النفس الآن سوى الحرمان من مشاركة الأحبة في تكريم السيدة ونيسي، فقد كانت الظروف قاهرة؛ فلتكن هذه المساحة وردة نرفعها إلى سيدة المقام.. السيدة زهور ونيسي..