اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة البليدة 2 نبيل إدريس، مؤتمر دعم القدس، الملتئمة أشغاله بمصر، انتصارا آخر للجزائر، وتجسيدا لمخرجات القمة العربية المنعقدة بأرض الشهداء، شهر نوفمبر الماضي، وقال إنّه بمثابة «انتقال من التوصيات إلى الفعل الميداني من أجل تجسيد رؤية الجزائر، حتى تصبح واقعا ملموسا، يمكن من خلاله تحقيق مكاسب أخرى لحماية القدس من التهويد، وجمع شمل الفصائل الفلسطينية».
أوضح الأستاذ الجامعي نبيل إدريس في تصريحه لـ»الشعب»، أن «مؤتمر دعم القدس جاء في ظل ظروف ومتغيرات تشهدها المنطقة بصفة خاصة، وفي ظروف دولية متشابكة ترتبط بقضية أساسية، هي قضية فلسطين التي تمخض عنها العديد من التحديات والعقبات التي تواجه المنطقة العربية بصفة خاصة والمجتمع الدولي بصفة عامة».
وأضاف أن الجزائر، في هذا الإطار، قامت بدعم القضية الفلسطينية منذ الاستقلال وحتى قبله، طبقا لمبادئها، وهذا الدعم كان مستمرا عبر مختلف المراحل التاريخية، وفي كل مرة كانت تدفع للبحث عن حلول تخدم القضية الفلسطينية، واعترافها بهذه بالقضية ودعمها يعد مكسبا حقيقيا وعاملا أساسيا ناجحا للقضية الفلسطينية. وذكر المتحدث بمخرجات اجتماع القمة العربية المنعقدة غرة نوفمبر على أرضها، حيث عملت الجزائر من خلالها على جمع شمل جميع الأطراف والفصائل، وهذا يعد حسب الأستاذ إدريس، «تحديا كبيرا» لم يسبق لأي دولة في المنطقة أو خارجها، أن تقوم بمثل هذا الجمع، كما تمخضت عن القمة عدة نقاط في شكل مخرجات تخدم القضية الفلسطينية.
واسترسل قائلا: نحن نعرف أن مبدأ المصالحة في الجزائر أساسي، ويخدم القضايا والنزاعات، لذلك المصالحة بالنسبة للجزائر التي لها تجربة في هذا الإطار، تراها من بين المبادئ الأساسية التي تسعى إلى تحقيقها، وعليه جاء هذا المؤتمر اليوم للانتقال من المقترحات الواردة في القمة العربية إلى الفعل والعمل الميداني وهذه النقطة جوهرية وأساسية تسعى الجزائر إلى تجسيدها حتى تصبح واقعا ملموسا، من خلاله يمكن تحقيق مكاسب وهي حماية القدس من التهويد خاصة في الفترة الأخيرة، التي تشهد الكثير من الضغط الممارس من طرف الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل، والجرائم التي يرتكبها في كل مرة، دون تدخل المجتمع الدولي.
واعتبر إدريس نبيل، جمع شمل الفصائل الفلسطينية، وقادة الدول العربية مرة أخرى، «تحديا»، يخدم القضية الفلسطينية بشكل كبير، وهو انتصار للدبلوماسية الجزائرية خاصة في هذا الظرف الراهن، حيث تطغى الاختلالات والاختلافات التي تعرفها الفصائل.
وقال إن «الجزائر عمقت المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية بشكل كبير في هذا اللقاء، ومن قبل حين جمعت شمل الفصائل على أرضها، ومن خلال هذا التقارب الكبير تريد الجزائر إرسال رسالة إلى المجتمع العربي والدولي وكل الأطراف أنه لا يمكن الوصول إلى حل وتحقيق نتائج تخدم القضية الفلسطينية دون تقارب وتجاوز العقبات والتحديات التي تعرقل مسار المصالحة الفسلطينية». كما تسمح هذه اللقاءات، بتعميق التواصل والاتصالات بين مختلف الأطياف، وكذلك التنسيق مع القوى العربية التي يمكنها أن يكون لها دورا فعالا وبارزا لخدمة القضية الفلسطينية، خاصة تلك التي تربطها علاقات مع الجهات الفاعلة والقوى العظمى.
وجددت الجزائر، في المؤتمر، تمسكها بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته عاصمتها القدس، وهو نهج قال نبيل إدريس، إنها لم تغيره نحو القضية الفلسطينية، عبر مختلف المراحل والفترات بالرغم من الصعوبات والضغوطات التي تمارسها القوى الكبرى على الكثير من الدول للتنازل عن مبادئها ومساندتها للقضية الفلسطينية، إلا أن الجزائر بقيت واقفة وهي الوحيدة التي بقيت صامدة في هذا الإطار، والتي لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تتخلى عن مبادئها تجاه القضية الفلسطينية، فالجزائر تعتبر القضية الفلسطينية «جزائرية عربية إسلامية، والقدس هو عبارة عن رمزية للأمة العربية الإسلامية لا يمكن الاستغناء عنها».