أكد أساتذة باحثون بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار، أن كلية الفيزياء تتوفر على كفاءات قادرة على تطبيق توجيهات مجلس الوزراء الأخير، لإعداد مشاريع بحثية في الكهرباء النووية المولدة من الطاقة الذرية لاستخدامها في الجانب الصحي وغيرها من المجالات.
يتفق أساتذة وباحثوون، في يوم دراسي علمي نظم بجامعة هواري بومدين، بمناسبة الذكرى الـ63 للتفجيرات النووية برقان، بحضور ممثل عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ورئيس الجامعة نور الدين أكراتش، على ان الجامعة الجزائرية أصبحت اليوم مطالبة بضرورة فتح تكوينات في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، نظرا لتوفر كفاءات، ووجود حاجة إلى ذلك.
رئيس الجامعة: لدينا طلبة يكونون في مجال الكهرباء النووية
أبرز رئيس جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار، نور الدين أكراتش، أهمية تنظيم هذا اليوم الدراسي العلمي لإحياء الذكرى الـ63 للتفجيرات النووية بصحراء الجزائر، لتبادل المعلومات بين الخبراء، وكي يستفيد الطلبة منه ويعرفوا تاريخ الجزائر، وخاصة هذه الجريمة الاستعمارية التي ما تزال أثارها بادية إلى اليوم على الساكنة والبيئة.
وقال أكراتش إن الأصعب والأخطر في هذه التفجيرات هو التلوث البيئي الذي خلفته ويمتد الى قرون، مضر بالإنسان والطبيعة.
وفي هذا الصدد نوه أكراتش بمبادرة كلية الفيزياء بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، في تنظيم هذا اليوم الدراسي والعلمي حول الموضوع، وأشار إلى أن كلية الفيزياء تتوفر على دائرة للفيزياء النووية تضم أخصائيين وخبراء في هذا الميدان.
وذكر رئيس الجامعة ، بجريمة فرنسا الاستعمارية في الصحراء الجزائرية، التي استعملتها كمخبر تجارب نووية بتفجير أول قنبلة نووية في 13 فيفري 1960 برقان، واتبعتها بتفجيرات أخرى.
وأوضح أن التفجيرات لا تتوقف على لحظة وقوعها، بل تمتد إشعاعاتها إلى قرون ولأجيال، تلوث البيئة وتسبب أمراضا سرطانية للإنسان وتشوه الأجنة، والتي ما يزال سكان المنطقة يعانون آثارها الإشعاعية.
وأشار أكراتش إلى أن فرنسا عوضت جزائريا واحدا في 2021، في حين هناك عدد كبير من الضحايا في المناطق المتضررة من التفجيرات.
وأضاف أن الأساتذة الباحثين بكلية الفيزياء وعلوم الأرض بجامعة باب الزوار، يؤكدون أن اشعاعات التفجيرات ما تزال فعالة ومضرة.
وفي سؤال حول استعداد جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، للاستعمال المدني للطاقة النووية، أكد أكراتش أن هناك تكوينات في هذا الميدان، خاصة أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تحدث مؤخرا في مجلس الوزراء على تطوير الكهرباء النووية.
وتابع: هناك طلبة يتكونون في هذا الميدان وفي كل ميادين النووي المدني، هذا الأخير يمكن أن يستعمل كطاقة وأيضا يستعمل في الميدان الصحي، وكثير من التطبيقات.
أكثر من 2000 تجربة نووية نفذت بين 1945 و2006
وتطرقت البروفيسور فراحي عقيلة عمرون، إلى الجانب التقني العلمي للإشعاعات النووية، وتأثيرها على الجسم، وطرق استعمالاتها السلمية.
وأشارت إلى أن إحياء هذه الذكرى الـ63 للتفجيرات النووية الأليمة لتحسيس المواطن والأسرة الجامعية حول مخاطر الإشعاعات النووية.
وعرجت الباحثة على تاريخ التجارب والتفجيرات النووية الفرنسية في جنوب الجزائر، واستعرضت صورا لأول قنبلة نووية برقان في 13 فيفري 1960. وأشارت إلى أن صناعة السلاح النووي في العالم هو تخويف بعض البلدان.
وأكدت فراحي أن أكثر من 2000 تجربة نووية في العالم نفذت خلال فترة 1945-2006، موزعة على 66 موقعا، منها موقع رقان، وأشارت إلى أن الدول التي صنعت القنبلة الذرية نفذتها خارج بلدانها.
أوضح البروفيسور نور الدين موساوي، عميد كلية الفيزياء بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار، أن تنظيم هذه المحاضرة للتذكير بجريمة فرنسا الإستعمارية في الصحراء الجزائرية من خلال التفجيرات التي أجريت بين 1960 و1966.
خريجو كلية الفيزياء في الصفوف الأولى لمحاربة السرطان
وقال المتحدث، في تصريح لـ “الشعب أونلاين”، ان هذا اليوم الدراسي، يتناول بشكل علمي التأثيرات السلبية للإشعاعات النووية على سكان المنطقة والبيئة من خلال هذه التفجيرات.
وأضاف: “أتكلم كجزائري يحب بلده، لنُظهر للطلبة حجم الكارثة التي تركت تبعات سلبية على الإنسان والبيئة جراء هذه التفجيرات النووية، ونبين أن كلية الفيزياء من خلال الأساتذة والباحثين على أتم الاستعداد لتكوين الطلبة الجزائريين في المجال النووي”.
وأبرز البروفيسور موساوي أن الاستخدامات النووية عديدة ومتعددة، ولديها الكثير من الإيجابيات، بحيث تتوفر كلية الفيزياء حاليا على دراسات ماستر في ثلاث تخصصات، التي تعنى بكل ما هو طاقة ذرية نووية، ومن هذه التخصصات ماستر فيزياء طبية، شُرع في هذا التكوين بداية التسعينات.
وأكد عميد كلية الفيزياء أن خريجي الكلية في الصفوف الأولى لمحاربة السرطان من خلال استخدام الفيزياء النووية لمعالجة السرطان، هذا النوع من الاستخدامات السلمية يستعمل للإنسانية جمعاء، وتقدم كلية الفيزياء كذلك تكوين ماستر اختصاص ثاني وهو تكوين استراتيجي جعل من الجزائر قطبا في قارة أفريقيا، في الأمن النووي. كونت الكلية الكثير من الإطارات في هذا المجال منذ سنوات.
وقال البروفيسور موساوي: “سابقا كانت دراسات ما بعد التدرج متخصصة. حاليا يوجد ماستر مفتوح للقوى النظامية من أسلاك الشرطة والجمارك، ومفتوح كذلك للطلبة النظاميين.
وأضاف: هذه الدراسات، التي أجريت منذ سنوات، تحد من انتشار المواد المشعة. تتوفر الكلية أيضا على اثنين ماستر متخصصة فيزياء طبية وماستر فيزياء اشعاعية، ودراسات حول جميع استخدامات الفيزياء الذرية والنووية، يتخرج منها سنويا العشرات من الطلبة في هذا المجال.
وأشار عميد كلية الفيزياء إلى أنه مؤخرا، شدد مجلس الحكومة على التوجه نحو الكهرباء النووية المولدة عن طريق الطاقة الذرية، وهي من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
نحن في الصدارة من حيث التكوين
وأكد أن الكلية تتوفر على عشرات مشاريع البحث وذكّر بزملائه الباحثين الذين سبقوه في العلم، تخرجوا من كلية الفيزياء مثل البروفيسور بلقاسم حبة، خريج كلية الفيزياء، ونور الدين مراكشي، من كلية الفيزياء، يشغل محدثنا حاليا مكتبه بمخبر البحث، والبروفيسور محمد بورنان، حاليا عضو في الأكاديمية الملكية للعلوم في السويد، ومؤخرا عضو في اللجنة المشرفة على جائزة نوبل العالمية.
وأضاف البروفيسور موساوي، أنه لا خوف على الجزائر في المجال العلمي، فكلية الفيزياء بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا إطارات كفؤة لتطبيق سياسة الدولة في الطاقة النووية السلمية ذات الاستخدام العلمي