أكد مشاركون في ندوة تاريخية احتضنها منتدى الذاكرة، بمقر جريدة المجاهد، اليوم الأربعاء، أن الجزائر بقيت دوما وفية لأصدقاء ثورتها التحريرية بغية تكريس القيم الإنسانية لدى جيل ما بعد الاستقلال.
أبرز أستاذ التاريخ العسكري والإستيراتيجية العسكرية، بالمدرسة العسكرية العليا للإعلام والإتصال بسيدي فرج، البروفيسور سعيدي مزيان، في ندوة تاريخية، نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد، في إطار الأسبوع التاريخي والثقافي المخلد لأصدقاء الثورة التحريرية، الذي يتزامن مع اليوم الوطني للشهيد المصادف لـ 18 فيفري من كل سنة، صدى الثورة الجزائرية على الصعيدين الإفريقي والدولي.
وأكد أن “الجزائر بقيت وفية لأصدقاء الثورة التحريرية الذين ساندوا هذه القضية العادلة، اعترافا بالجميل الذي قدموه من دعم مادي ومعنوي”.
وقال مزيان : “تسعى السلطات الجزائرية إلى ترسيخ هذه القيم والمبادئ الإنسانية لدى جيل ما بعد الإستقلال”، مذكرا بالملتقى الدولي حول أصدقاء الثورة الجزائرية الذي نظم في ماي 2022، شاركت فيه شخصيات من دول مصر، تونس، ليبيا، فرنسا، سويسرا، تنزانيا، الكونغو، كوبا، الشيلي، إيطاليا، الأرجنتين، وغيرها من الدول.
وتحدث رئيس المجلس العلمي والتقني بالمتحف الوطني للمجاهد، عن حاملي الحقائب من المثقفين الفرنسيين والأوروبيين، الذين كانوا يجمعون التبرعات لصالح جبهة التحرير الوطني منهم الإيطالي أنريكو ماتيي، فرانسيس جونسون، بول سارتر، هنري علاق، المحامي جاك فرجيس، ومن أبرز الشخصيات العربية المناصرة للثورة المذيع المصري، الراحل أحمد سعيد، والمناضلة بهيجة المشرقي، ابنة المناضل الليبي إبراهيم المشرقي، التي شاركت في أغلب نشاطات دعم الثورة الجزائرية رفقة والدها، إضافة إلى فرناند إيفتون، وهنري مايو وغيرهم.
الثورة الجزائرية ساهمت في استقلال 14 دولة افريقية
وفي سياق ذي صلة، استشهد البروفيسور مزيان، بتصريح شي غيفارا لمندوب جريدة المجاهد في 1958 يقول فيه:” إن كفاح الجزائريين فريد من نوعه في تاريخ الإستعمار، ولم يحدث أن قدم نموذجا مماثلا في الشجاعة، التي أبداها شعب الجزائر اليوم في المعركة التي تخوضها في معركة الحرية، ليست من أجل الجزائريين وحدهم، وإنما من أجل كل الدول التي تعاني الإضطهاد والتعسف أينما كانت وفي جميع القارات، إنه من واجبنا أن نؤيد قضية الجزائريين ..”.
وأبرز المتحدث، أن الحكومة المؤقتة ركزت في سياستها الخارجية على “أفرقة” القضية الجزائرية، وعملت على تكثيف الاتصالات بالمناضلين وتدعيم أنصار معسكر التحرر وحضور التجمعات الإفريقية واستغلالها في التعريف بالقضية الجزائرية والدعوة إلى التضامن والوحدة بين الأفارقة.
وأضاف قائلا: “في صيف 1955 تقدمت مجموعة من الدول الإفريقية والأسيوية بمذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة طلبت فيها تسجيل القضية الجزائرية في جدول أعمال الدورة العاشرة للجمعية العامة، وتبنى المؤتمر الثاني للشعوب الإفريقية المنعقد بتونس بداية 1960 قرارات مهمة خاصة بالجزائر، تتعلق بالمطالبة بسحب الجنود الأفارقة العاملين ضمن صفوف الجيش الفرنسي، وإنشاء فرقة من المتطوعين لنصرة جيش التحرير الوطني، واستجاب الأفارقة لهذه الدعوة، وأنشأت فرق خاصة بهم بمراكز جيش التحرير بالمغرب، وتدرب كثير من شباب حركات التحرر الإفريقية بهذه المراكز ومنهم نيلسون مانديلا، وثوار الكونغو وغيرهم..”.
وأشار أستاذ التاريخ العسكري، إلى أن “قادة الثورة استغلوا عملية التفجيرات النووية لتأليب الدول الإفريقية باعتبار ذلك مسألة تهم كل الأفارقة، ونددت بعض الدول بهذه الجريمة كغينيا وأثيوبيا، ونظمت مظاهرات عارمة في غانا وأوغندا” ، وأكد أن الثورة الجزائرية ساهمت في استقلال 14 دولة إفريقية، كما أن المقاومات الشعبية على رأسها مقاومة أحمد باي والأمير عبد القادر ساهمتا في تأخير إحتلال تونس والمغرب.
من جهته، أشاد الفدائي بالعاصمة حسن طاهر بأصدقاء الثورة وتأسف على تسميتهم بأصدقاء الثورة وقال:” هؤلاء إخوتنا وليسوا أصدقاء، تربينا معهم في أحياء العاصمة، وكانوا خير داعمين ومدافعين عن القضية الجزائرية، المناضل فرناند إيفتون، كان يقطن بحي المدنية أين أسكن”.