قطع الإسبان، أمس، قول كلّ خطيب، وأكدوا رسميا أن مدينتي «سبتة» و»مليلية» صارتا تابعتين لإسبانيا، وأن «قرار ضمّهما لا رجعة فيه» بعد (الاعتراف) المخزني الصريح الفصيح، وموافقته (الهنيئة المريئة) على فرض تأشيرة «الشانغن» على المواطنين المغاربة الراغبين في التنقل إلى المدينتين..
وقد يكون واضحا، أننا لا نناقش (رأي) المخزن، ولا تنازله عن المدينتين، فهذا حقه، وله مطلق الحرية في التّصرف بأراضيه التي يتحكّم فيها، وحتى إن رغب في تحويل مدينة من مدنه إلى (شطيطحة بطاطا)، فالأمر يخصّه وحده، وليس لنا فيه ناقة ولا بعير، غير أنّنا يجب أن نسجّل بأن «موقف» المخزن من إسبانيا (إن كان يستحق إسم موقف)، لا يمكن مطلقا أن (ترتكبه) أيّ سلطة محترمة، فـ»الأرض» في المخيال الجمعي الإنساني، مرتبطة ارتباطا وثيقا بـ»العرض»، ولا يمكن التفريط فيها مطلقا، بل إن الدّماء تسيل وديانا دون أصغر ذرة منها.. ونعترف أنّنا لم نستوعب مطلقا كيف أمكن للمخزن أن يسلّم مدينتين كاملتين لإسبانيا، دون أن يجيّش (ذبابه) أو يستعدي (إعلامه)، أو يهاجم موقع وكالة الأنباء الإسبانية (بأضعف الإيمان)..
والحق أن ما حدث لـ»سبتة» و»مليلية» يصعب فهمه، غير أن شيفراته يمكن أن تتفكّك بسهولة، حين نذكر الحادثة الشهيرة بجزيرة «ليلى»، وهي صخرة سوداء لا تتسع لثلاثة من البشر كي يقفوا عليها، وصادف وقتها أن (تشلغم) المخزن، وأرسل عددا من الجنود ليقفوا عليها، فجاء الإسبان وطردوهم (شرّ طردة) باعتبار «ليلى» أراض إسبانية، ومنذ ذلك الوقت، صار الوقوف على «ليلى» يقتضي التأشيرة، وتخلى المخزن عن الزمجرة، وعاد إلى قواعده (سالما) كي يندّد ويستنكر ويشجب، ثم يصدر بيانا (مرعبا!!) في حق الرجالة الصحراويين..
صراحة.. بالجزائري الفصيح.. (ما القى الواحد ما يقول)..