أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم السبت من ولاية تيزي وزو، على أن الوعي التاريخي بتضحيات الشهداء إبان الثورة التحريرية، في سبيل استقلال الجزائر واسترجاع السيادة الوطنية هو بمثابة “ذخيرة حية لرص الصفوف وتبديد أوهام الأعداء”.
في كلمة ألقاها بدار الثقافة مولود معمري بمناسبة إشرافه على الفعاليات الرسمية لإحياء اليوم الوطني للشهيد, شدد الوزير على ضرورة “التجنيد” للاستمرار و الوفاء لعهد الشهداء و ذلك “إدراكا منا أن الوعي التاريخي المتجدد بأمجاد و مكاسب الماضي و مرجعيته الخالدة (ثورة الفاتح من نوفمبر 1954), هو في الحقيقة ذخيرة حية للأجيال لشحن الضمير و الوجدان و استنفار العقول و الأبدان لرص الصفوف”.
واعتبر ربيقة أن التاريخ هو أيضا ذخيرة حية “للحفاظ على وحدة الوطن و تبديد أوهام الأعداء من أولائك الذين انتهكوا أرضنا و عرضنا بالأمس و لم يربو لهم أن يروا الجزائر اليوم شامخة شموخ الجبال الراسيات وفية لذاكرتها, عزيزة بكرامتها, قوية بطاقاتها, متحفزة بطموحاتها, مؤمنة بمستقبلها”.
وقال أن تضحيات الشهداء لتحرير البلاد من ظلم المستعمر الفرنسي تعتبر “درسا وعبرة نقرؤها بروح الأمل و الاندفاع نحو مستقبل زاهر, تزدهر فيه التنمية و تتأصل فيه المآثر و المكاسب و يقوى الدفاع عنها, للاستزادة في تأصيل مفهوم التضحية من أجل الجزائر, آمنة, موحدة, مهابة الجانب, سيدة القرار, قوية الإرادة”.
وأكد الوزير أن اليوم الوطني للشهيد, سانحة “عظيمة” لاستذكار انجازات الشعب الجزائري الذي “جسد روح التضحية و الفداء وعبر بصدق للعالم أجمع عن مطلبه السامي لحرية وطنه, مدركا أن لا بديل لاسترجاع سيادة بلده إلا برفع التحديات”.
وأشاد, بالمناسبة, بتضحيات أبناء الولاية التاريخية الثالثة في سبيل الحرية, مشيرا إلى أن المنطقة و “على مر التاريخ, كانت دارا للعلم و العلماء, قلعة للأحرار و معقلا للثوار, مأمنا لمن طلب الأمن و الأمان, هي من احتضنت الأمير عبد القادر و هي من لمت شمل الثوار و زعزعت كيان الاستعمار”.
ودعا الوزير إلى “صون الوطن الذي أسسه آباؤنا على قيم العطاء و مناصرة الحق و نصرة المظلوم”, مضيفا أن الشهداء “سيظلون قدوة, هم الذين سطروا بدمائهم ملحمة الكرامة و العزة و علموا الدنيا معنى الشموخ و كتبوا بالأحمر أسطورة البقاء”.
وكانت للوزير وقفة ترحم على أرواح الشهداء في مقبرة مدوحة و النصب التذكاري المخلد لشهداء الولاية بساحة الشهداء, قام بعدها بزيارة المتحف الوطني للمجاهد لتيزي وزو, قبل أن يشرف على تكريم عدد من أرامل الشهداء و كذا المتفوقين في المسابقة الوطنية للأغنية الثورية.
وتوجه ربيقة عقب ذلك نحو قرية إغيل إيمولا ببلدية تيزي نتلاتة التي تم فيها طبع بيان ثورة أول نوفمبر 1954.