بدأت بعض الإشاعات تتسلّل من هنا وهناك، وتروي (أخبارا) عن تذبذب في توزيع مادة الحليب، ونقص في مادة الزّيت، مع أن المادتين متوفرتان بالسوق بما يزيد عن الحاجة، وكثيرا ما يبقى «الحليب» (مسطّحا) عند الباعة إلى ذروة المساء، تماما مثلما يظلّ الزيت (بأنواعه وألوانه) حاضرا على رفوف العرض، ما يجعلنا نتساءل عمّن يشغّل هذه (الآلة الكلامولوجية) التي ترغب في استعادة أجواء القلق إلى السوق الوطنية.
ولسنا نرى فائدة تذكر في التّرويج لمثل هذه الإشاعات، اللهم إلا إذا كان من يشتغل عليها، يستعملها لـ(التّنفيس) عمّا يضيق به صدره من استقرار توطّد بالسوق الوطنية، أو ما يقضّ مضجعه مع اقتراب شهر مارس، بحكم أنّه سيشهد زيادة في الأجور، تُصبّ بأثر رجعيّ، ما يسمح للقدرة الشرائية باستعادة عافيتها..
ونعترف أن «النجاح» مزعج، فقد حاول هواة الصيد في المياه العكرة، أن ينالوا من الجزائر بأساليب شتى، وبذلوا (جهودا جبارة) في الانتقاص من المنجز الوطني، غير أن الواقع ظل يصدمهم بنجاح يتلوه نجاح، وانتصار يعقبه انتصار، حتى بلغت قلوبهم الحناجر، ولم يجدوا غير العودة إلى الضّلال القديم، والخوض في نقص «الزيت» و»الحليب»..
إن الجزائر الجديدة، وهي تحقّق خطوات رائدة على درب اقتصاد يتأسس على الاستثمار المنتج، بعيدا عن الرّيع والعقليات البائدة.. الجزائر الجديدة التي تضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار، لا يمكن أن تتأثر بـ(إشاعات) أولئك الذين يريدون أن يطفئوا الحقيقة الماثلة في الواقع المعيش بما تلوك أفواههم، إذ لم يبق أمامهم سوى (الصبر) على ما يوجعهم، وهو يتضاعف مع كل إشراقة إلى أن يسمعوا بوضوح تام: «موتوا بغيظكم»..