أجمل نكتة قرأناها أمس، صاغها واحد من الناطقين باسم (الكيان الصهيوني)، وهو يتحدث (بانفعال وأسى ويأس) عن (شرّ طردة) تعرض لها وهو يحاول أن يجد لنفسه (طابوري) باجتماع قمة الاتحاد الإفريقي، وإذا بـ(الصّحاح) يحيطون به، و(يركلونه) إلى غاية المخرج، وهو مثل الأبله لا يعرف ما أحاط به، ولا ما أصابه..
وقد يكون واضحا، أن مجرد تفكير الكيان الصهيوني في حضور اجتماع للاتحاد الإفريقي، يعتبر من النكت الأكثر سذاجة، فهو لا يمتّّ إلى إفريقيا بحقّ ولا باطل، ومع ذلك يصرّ على دسّ أنفه في شؤون لا علاقة له بها. غير أن النكتة (الأجمل)، كانت عند باب قاعة الاجتماع، أين وقف الصهيوني المطرود، وهو يرغي ويزبد، ويقول (دون حياء) إن (طرد الكيان من الاجتماع يضر بالاتحاد الإفريقي) على أساس، أن حضوره (نافع)، أو أن مشاركته تضيف شيئا إلى جهود مكافحة التفكير الكولونيالي المقيت، وتحفظ لأطفال فلسطين المحتلة بعض الأمان الذي يأملون أن يشرق على براءتهم..
وتزداد النكتة روعة، حين يذهب الصهيوني المطرود إلى أنه تعرّض إلى (مؤامرة) محبوكة أعدّتها الجزائر وجنوب إفريقيا، على أساس أن قارة إفريقيا يجب أن تنزع من خارطتها المعروفة، البلدين اللذين لا يحبّهما (المطرود)، وتترك له المكان، أو أنّه كان يظن بأن الجزائر وجنوب إفريقيا، مثل جميع الدول الإفريقية التي عانت ظلم الاستعمار، يمكن أن تفسح المجلس لمستعمر آثم، هو نفسه منتج الكولونيالية الغربية المقيتة..
حاصل الحال، أن المطرود لم يترك من ساقط الكلام لفظة، إلا ألصقها بالجزائريين والأفارقة، غير أن كلامه أضحكنا حقيقة؛ لأنّ أفضل حالاتنا إنما تتحقق حينما نغضبهم، وما دمنا أثرنا غضب الكيان الصهيوني، فنحن – بالتأكيد – مع الإنسان.. وهذا هو الصواب..