يأتي احياء ذكرى الاعلان عن تأميم المحروقات يوم 24 فبراير 1971 التاريخي، هذه السنة في سياق خاص بالنسبة لسوناطراك بعد أن نجحت في تجسيد العديد من اتفاقات الشراكة الاستراتيجية، منها الاتفاق الذي وقعته مع مجمع “إيني” الايطالي من اجل انجاز انبوب غاز جديد يربط الجزائر بإيطاليا.
من خلال الالتزام بديناميكية جديدة للتنمية، قامت الشركة الوطنية للمحروقات خلال سنة 2022 وفي بداية السنة الجارية بالتوقيع على العديد من الاتفاقات والعقود ومذكرات التعاون مع شركات عالمية، مما عزز مكانتها الرائدة في المحروقات على المستوى الأفريقي والدولي.
ومن هذا المنظور، تجدر الإشارة إلى الاتفاقين الاستراتيجيين الموقع عليهما في يناير الماضي بالجزائر العاصمة مع مجمع “إيني” الإيطالي، اللذين يحددان المشاريع المشتركة المستقبلية المتعلقة بإمدادات الطاقة والانتقال الطاقوي وتحييد الكربون.
وتم التوقيع على الاتفاقين من طرف الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، توفيق حكار، والمدير العام للشركة الإيطالية إيني، كلاوديوديسكالزي، تحت إشراف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ورئيسة مجلس وزراء إيطاليا، السيدة جورجيا ميلوني.
ويتعلق الاتفاق الأول برفع قدرة نقل الغاز الحالية ومد أنبوب غاز جديد لنقل الغاز الطبيعي والهيدروجين والأمونيا الزرقاء والخضراء بالتناوب ومد كابل كهربائي بحري ورفع قدرة تمييع الغاز الطبيعي الحالية.
ويتعلق البروتوكول الثاني بتحديد فرص الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وأفضل التقنيات لتنفيذ هذا التخفيض.
وحسب الشركة الوطنية، فإن الاتفاقين يعززان الشراكة بين إيطاليا والجزائر ويؤكدان “الدور الرئيسي” لسوناطراك كواحد من موردي الطاقة الرئيسيين لأوروبا.
كما وقعت سوناطراك اتفاق كبير آخر مع مجمع “إيني” وشركتين عالميتين هما “أوكسيدنتال بتروليوم” الامريكية ومجمع “توتال إينرجي” الفرنسي.
ويتعلق هذا الاتفاق التي تبلغ قيمته حوالي 4 مليارات دولار والذي تم توقيعه بالأحرف الأولى في يوليو2022 بالجزائر العاصمة، بتطوير الرقعة التعاقدية بركين (ورقلة)، في اطار أحكام القانون رقم 19-13 المنظم لنشاط المحروقات.
وفي إطار هذا العقد، تعهدت الأطراف المعنية بتنفيذ عمليات تطوير واستغلال هذه الرقعة عبر برنامج أشغال يتضمن، على وجه الخصوص، إجراء الدراسات الزلزالية ثلاثية الأبعاد بكثافة عالية، حفر 100 بئر نفطية وكذا تحويل 46 بئرا إلى آبار تعتمد على تقنية الضخ المتناوب للماء والغاز.
ودائما في إطار حركية التنمية والشراكة هذه، وقع المجمع الوطني للنفط على مذكرة تفاهم مع شركة الغاز الألمانية “في أن جي – آ جي”، على مذكرة تفاهم لإنجاز مشاريع في مجال الهيدروجين والأمونيا الخضراء بهدف تصديرهما نحو ألمانيا.
وسيتم التركيز في البداية على انجاز دراسات الجدوى المتعلقة بسلسلة القيم للهيدروجين من الإنتاج والنقل إلى التسويق، مع إمكانية استخدام شبكات الأنابيب بين الجزائر وأوروبا لنقل الهيدروجين الأخضر.
استعادة حصص الغاز في السوق وتعديل السعر
في اطار سياسة استعادة حصص في السوق، نجحت سوناطراك في التوقيع، في نوفمبر 2022، على عقد لشراء وبيع الغاز الطبيعي مع شركة “جيوبلن” السلوفينية لتزويد سلوفينيا بالغاز الطبيعي عبر أنبوب الغاز الذي يربط الجزائر بإيطاليا وذلك لمدة ثلاث سنوات اعتبارا من شهر يناير 2023.
وعلى المستوى الإفريقي، جسدت سوناطراك أيضا اتفاقات مع شركات ليبية ونيجيرية، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم مع شركتي نفط سنغاليتين لدراسة إمكانيات التعاون في مجالات ما قبل وما بعد إنتاج المحروقات.
ونفس الشيء بالنسبة للمجال التجاري، حيث اتفقت سوناطراك مع شركائها على مراجعة أسعار الغاز الطبيعي الجزائري المصدر لهم، من خلال التوقيع سيما مع المجمع الايطالي “انيل” والاسباني “ناتورجي” والمجمع الطاقوي الفرنسي “اينجي”، وهي اتفاقات تمكن من مراجعة وتحديد أسعار البيع التعاقدية المطبقة على فترة طويلة مع مراعاة ظروف السوق.
من خلال تجسيد كل هذه الاعمال في سنة 2022 ، مع نتائج مالية من المتوقع أن تتجاوز 50 مليار دولار، صنف مجمع سوناطراك “أول شركة أفريقية” من بين أفضل 500 شركة في القارة.
وقد أكد مؤخرا التقرير الشهري الصادر عن منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، أن الجزائر تأتي على قائمة الدول ذات “الموثوقية العالية” في توفير إمدادات الغاز لزبائنها.