الوتيرة التصاعدية القوية التي فرضها الرئيس عبد المجيد تبون، على برنامج عمله، مكّنت البلاد من تحقيق منجزات غير مسبوقة في فترة زمنية قياسية، بعد أن حوّلت القطاعات جميعها إلى ورشات حقيقية، حتى إن الالتزامات 54 التي أعلن عنها الرئيس في برنامجه الانتخابي، تحقّقت في الميدان قبل أن تنتصف عهدته الرئاسية.
وقد يكون واضحا أن الرئيس تبون أيقن أن السبيل الوحيد إلى بناء الجزائر الجديدة، يقتضي مضاعفة الجهد ومتابعة كل صغيرة وكبيرة في وقتها، فقد تسلم البلاد وهي (على شفا جرف هار) بعد أن تداعى عليها الفاسدون المفسدون، والبيروقراطيون و(الخبارجية) وكلّ المنزعجين من استقلال الجزائر، وأصناف متعدّدة من الكسالى والمنحرفين؛ لهذا، كان على الرئيس تبون أن يضاعف وتيرة العمل على مشروعه، فأصلح المدرسة، وقوّم مسار الجامعة، واستعاد قطاع الصحة، ودافع عن أقوات الجزائريين، واسترجع الأموال والعقارات المنهوبة، وأسهم في صناعة السلم العالمي، ووقف إلى جانب المظلومين والمقهورين، وأعمال أخرى كثيرة لا يمكن أن نحصيها في هذه المساحة، فهي أعمال سارت كلها متوازية في زمن قياسي يبدو غير معقول، ومع ذلك حققت فيه الجزائر مكانتها اللائقة بين الأمم، واستعادت للمواطن الجزائري حقوقه دون منٍّ ولا أذَى..
وقد يكون من أجمل صور الدينامية التي بثّها الرئيس تبون في أوصال العمل الحكومي، أن نجد وزارة الثقافة – على سبيل المثال – في لجنة مشتركة تضم خمس وزارات من أجل الإعداد لـ «بكالوريا الفنون»، وهذه سابقة فريدة لوزارة ظلت على الدّوام أشبه بوكالة لتنظيم الحفلات، لا تكاد تجد لنفسها وظيفة، غير أنها في عهد الرئيس تبون، صارت تشتغل على «المقاولاتية» في مجال الفنون، وهذا فتح عظيم لو كانوا يعقلون..
نقولها بصراحة.. مسايرة وتيرة العمل العالية التي فرضها الرئيس تبون، تقتضي الكفاءة.. والرئيس يراهن على الأكفاء..