وضع الرئيس تبون، في أثناء لقائه الدوري مع الصحافة، يده على جراحات غائرة وعالجها بحكمة عالية وبصيرة متّقدة، وهو يخاطب الجزائريين – كما هي عادته – بما ينبض بقلوبهم، وما يشغل خواطرهم، بلسان صدق مبين..
ولقد ذكّر الرئيس في بداية اللّقاء، بأن أطوار اللقاء يجب أن تجري دون أي حساب لـ»الطابوهات» وهذه نقطة – في اعتقادنا – تمثل مصدر القوة التي يتميّز بها خطاب الرئيس، فهو يعتمد «الصراحة» منهجا، ولا يجد حرجا في تسمية الأشياء بأسمائها، وإنما يتناول الإشكاليات المطروحة من جميع جوانبها، ويفكّكها وفق رؤية واضحة، لا يمنح فيها الأولوية إلا لما ينفع الوطن والمواطن..
ونعترف أنّنا لمسنا قوة خطاب الرئيس وهو يؤكد بارتياح كبير، أن الشعب الجزائري استعاد سيادته، وأن المواطن لديه كلمته التي ينبغي أن يقولها في الجزائر الجديدة وهي تعود إلى محفل الأمم قوية مقتدرة، لا تعبأ بمن يحاولون استهدافها بمؤامراتهم الصغيرة؛ لأنها – كما أسس لها شهداؤها – لا تقبل بالانبطاح، ولا تخضع للإملاءات والضغوط، وهذا بالضبط ما يمثل الروح الجزائري في أصالته وقوته، ورائع عنفوانه..
ولا نشكّ مطلقا بأن برنامج الرئيس سيحقق أهدافه، ويرفع لواء الجزائر الجديدة خفاقا في سماوات الأمجاد. ويكفي أنّ الرئيس يتحدث بلسان المواطن، ويحسّ بمواجعه وآلامه، فيسارع إلى إحقاق الحقّ، ورفع المظالم، وإقامة العدل، وحقّه على الجزائريين جميعا أن يكونوا إلى جانبه يدا واحدة في السّراء والضّراء، إلى أن يكتمل البناء بصورته الراقية التي ينبض بها قلب كل جزائري..
أما (الخبارجية) و(الخونة) و(العملاء) الذين يكيدون كيدا، فلا عزاء لهم؛ لأن انتصار الجزائر صار أمرا واقعا، وكلمة الجزائريين هي العليا..