الرقمنة ستكون واقعا.. بالإرادة أو بالقوة.. هكذا أعلنها الرئيس تبون قويّة جهورية، وقطع بها السبل أمام جميع أسباب التباطؤ و(التلكؤ)، أو حتى محاولات تجنّب الواقع الرّقمي بسبب قصر الرؤية، أو بقصد (الحفاظ) على الضبابية من أجل تسيير «مصالح ضيقة» على حساب الوطن والمواطن.
فـ»الرقمنة» – بطبيعة الحال – لا تخدم أولئك الذين يرغبون في التلاعب بمقدّرات الجزائريين، ولا أولئك الذين عشّشت البيروقراطية في دواخل أدمغتهم، فتحوّلوا إلى أدوات لـ»القهر» و»الظلم» و»تعطيل مصالح البلاد»، وصاروا يمثلون حجر عثرة أمام كلّ ما ينفع الناس..
ولا شكّ أن الأسلوب الصارم الذي تحدث به الرئيس تبون، والإجراءات التي سيتم اتخاذها، لن تترك سبيلا أمام عرقلة جهود الرقمنة، فالمسألة صارت واضحة اليوم، والقرار لا رجعة فيه، سواء أعجب البيروقراطيين والمتخلفين أم لم يعجبهم. ولقد سبق أن قدّم الرئيس تبون أروع مثال عن منافع الرقمنة، حين اختار للقمة العربية أن تكون – لأول مرة في تاريخها – دون ورق، وحققت نجاحا مبهرا، سواء على مستوى سيولة المعلومات، أو على طبيعة التواصل. فهل يعقل أن يأتي اليوم من يركب رأسه للمطالبة بـ»ورقة بائسة» من أجل تكريس البيروقراطية المقيتة في أمور بسيطة لا يمكن مطلقا أن تكون بمستوى قمة عربية كاملة؟!
«الرقمنة» هي المستقبل الذي يتحقّق يوما بعد يوم، ولم يبق أمام المتمسكين بـ»العقليات البائدة» سوى الانصياع لمسار التاريخ، أو الخروج منه طواعية، قبل أن يلفظهم ويتخلّص مما يضعون من عقبات أمامه، وهذا بالضبط ما نعتقد أنه مقصد الرئيس.. وهو بالجزائري الفصيح.. الرقمنة هي الأمر الواقع.. بـ(الملاحة) أو بـ(القباحة)، وعاش من عرف قدره..