كان خطاب رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بخصوص «الرّقمنة»، واضحا صريحا، فقد أكّد أنّها ستكون «الأمر الواقع بالإرادة أو بالقوّة»، وأطلقها بلهجة صارمة استعادت صورة (المضاربين غير الشّرعيين) الذين كانوا يظنون أنّهم في منأى عن القانون، إلى أن أحاطت بهم يد العدالة، فلم تمنعهم أموالهم التي كدّسوها، ولا حيلهم التي اجترحوها..
ولم تختلف الحال مع «الرّقمنة» إلا على مستوى (حسن الظنّ بالقانون)، إذ لم يكد الرئيس تبون يعلن بأنّ المسألة معلقة بين (الإرادة أو القوة)، حتى سارع جميع من أحسّوا بأنّهم (فرّطوا أو تخاذلوا) – بحسن نية أو بسوئها – إلى وضع الميكانيزمات المناسبة لـ»الترقمن»، فلم يكن سوى يوم أو بعض يوم، بعد إعلان الرئيس، واشتغلت «البطاقات البينبنكية» و»البريدية الذهبية» بشكل يبعث الارتياح في النفوس، وتحوّلت إلى واقع يسهّل حياة الناس، حتى إنّ بعض محطات «نفطال» التي كانت تتذرّع بانقطاع «الريزو» تارة، وعدم وجود من (يخلُص) بالآلة تارة أخرى، صارت تقبل الدّفع الرّقمي، وترحّب بالبطاقات، وصار (سيدنا الريزو) متوفرا، والعامل يشتغل على الآلة بمنتهى الأناقة والراحة، وسبحان الله الذي يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن..
قلنا دائما إنّ الرئيس تبون وحده من يتسمّع إلى آهات (المغبونين) في الأرض، ووحده الذي يستجيب لنداء المظلومين، ووحده الذي يتّخذ القرارات الصارمة فيرفع المصاعب ويهوّن الشّدائد، وهذا ما يشهد به كلّ مواطن جزائري عانى من آفات البيروقراطية والمحسوبية و(المعريفة)، ولا يرجو سوى أن تتبوّأ الجزائر مكانتها المستحقة في محفل الأمم؛ ولهذا، نعتقد أنّ الوقت قد حان ليتحمل كلّ ذي مسؤولية – مهما تكن المسؤولية – واجباته كاملة، لنكون جميعا يدا واحدة إلى جانب الرئيس؛ ذلك أنّ «التخاذل» و»التواكل» و(ضرب النّح)، لا مكان له بالجزائر الجديدة..