تحاول الرسّامة كريمة صحراوي في لوحات رسمتها، التعبير عن شجاعة المرأة الفلسطينية المناضلة، تحاكي الوجع الفلسطيني، بـ “صرخة امرأة فلسطينية”، “المرأة الفلسطينية”، “المرأة المهددة”، “فلسطين الحصن المنسي” و«فلسطين المضطهدة”.
تتواصل إلى غاية 18 من الشهر الجاري برواق باية بقصر الثقافة مفدي زكرياء، فعاليات المعرض الجماعي الموسوم بـ “لمسات فنية..تعابير حرّة”، والذي صوّر فيه 16 رساما، على رأسهم الفنان التشكيلي امحمد صلاح بارا، التقاسيم الجمالية التي تحاكي المرأة والطبيعة، كما سلّطوا الضوء على الموروث الثقافي للمرأة الجزائرية، وعلى نضال المرأة الفلسطينية، كما تضمن المعرض لمسات عميقة من تقاليد المرأة الأفريقية.
جاء معرض “لمسات فنية..تعابير حرّة”، الذي يضم ما يقارب 100 لوحة، في إطار الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة المصادف لـ 8 مارس من كل سنة، حيث توسّم بإبراز معالم القوة والنضال والجمال والأنوثة للجنس اللطيف وللمرأة الجزائرية من جهة، المرأة الفلسطينية والإفريقية من جهة أخرى.
المرأة الجزائرية..عنوان
قُدّمت الرسومات بأسلوب قريب من لمسات أعمال الفنان التشكيلي محمد راسم، الذي تمكّن بواسطة عبقريته وتحرياته العلمية من إثراء التراث الفني من دون المساس بأصالته، وذلك مع الحفاظ على التقنيات الجمالية الخاصة بفن المنمنمات، مع إضفاء روح الشاعرية والحس الجمالي في التعبير، لاسيما حسن اختيار الألوان، فقد تقاسم المشاركون المعرض مع الرسام محمد صلاح بارا، الذي ركز في رسوماته على جوانب مختلفة من حياة المرأة باعتبارها أمينة على حماية التراث الثقافي من تقاليد وعادات وأصالة، والمسؤولة على نقله للأجيال، حيث استعرض مجموعة رائعة وأنيقة من أعماله، عبّر من خلالها عن جمال وأناقة وهموم وانشغالات المرأة الجزائرية، واختار للوحاته عناوين جد معبرة، أضفت على مضمونها الكثير من الدلائل والتعابير الفنية التي تتسم بها فقط المرأة الجزائرية، نذكر على سبيل المثال بعض عناوين لوحاته التي زينت رواق باية، على غرار لوحة “موسيقيات عاصميات”، والتي جاءت عرفانا للمرأة الجزائرية، ووقوفا على بصمات أصالتها مع إبراز عاداتها وتقاليدها وذلك خلال القرن 20، ولوحة “نساء غرداية” المعبّقة بالموروث المزابي من خلال لباس المرأة الذي يتميز برمزية منفردة، إضافة إلى لوحة “المرأة الأمازيغية” والتي تمثّل امرأة في إحدى الدشرات القبائلية واقفة بزيها التقليدي بين مختلف المنتجات الحرفية النابضة بالحياة والبهجة.
كما يشهد المعرض عرض بورتريهات بأنامل فنانات وفنانين من بينهم: سكينة بوزنون، عوالي عزيز، أمينة بلامين، فوزية ميرا، أزوقلي عبد الرحمان، فهيمة دليس، بعرير راوية، وميداد بديعة هذه الأخيرة رصدت أناقة المرأة بالبلوزة الوهرانية ونساء جزائريات بالألبسة التقليدية، مع محاكاة أحلام الأنثى المعاصرة من مختلف مناطق القطر الجزائري، إلى جانب لوحات تعج بالألوان والزخارف مع الكثير من الزركشة والرموز في ثياب نساء أفريقيات، تعكس بين طياتها روح الحياة البسيطة في المناخ الأفريقي المميز.
محاكاة وجع فلسطين
حاولت الرسّامة كريمة صحراوي من خلال تشكيلتها الفنية المجسّدة في أربع لوحات تحمل وجوها مجهولة مصنوعة من الجبس ومرفقة برسائل ملصقة، أن تعبّر عن شجاعة المرأة الفلسطينية المناضلة، حيث كرّمتها تحت شعار “نحن نكرّم فلسطين..فلسطين حرّة ومستقلّة عاصمتها القدس”، حيث اقترحت 05 لوحات تحاكي الوجع الفلسطيني، منها: لوحة “صرخة امرأة فلسطينية”، “المرأة الفلسطينية”، “المرأة المهددة”، “فلسطين الحصن المنسي” و«فلسطين المضطهدة”.
وفي ذات الصدد، اختارت الفنانة التشكيلية مريم شعوان أن تشارك هي الأخرى بلوحات تمثل طموح المرأة وعفويتها وبراءتها، إضافة إلى تحدياتها وجديتها وقساوتها القريبة إلى الثبات والبعيدة كل البعد عن العناد والعداوة، كما احتفت بقية عناوين أعمالها بمظاهر كل من الحياة في الصحراء الجزائرية من خلال إبراز بهاء المرأة التاغيتية، وهي مفعمة بمشاعر المحبة والصفاء، وحياة المرأة الإيرانية وذلك في لوحة تعبر عن الحياة الروحية.
يذكر أنّ أغلب رسائل لوحات المعرض جاءت لتهمس في أذاننا المعنى الجميل والعميق للمرأة المحبة لوطنها، الثابتة على أواصر هويتها وعاداتها وتقاليدها، والمرأة المناهضة للعنف، المرأة المتشعبة بآمالها وطموحاتها، ولتعبر عن مدى علاقة الأنثى بجمال الطبيعة الذي ينافس في الكثير من الأحيان سحر روحها الفاتنة، وهذا على ضوء أجمل ما قيل عنها: “المرأة مثل “العشب الناعم، ينحني أمام النسيم ولا ينكسر أمام العاصفة”.