العناية الكريمة التي أحاط بها الرئيس تبون، أبطال الجزائر من أبناء الحماية المدنية، تتضمن – في اعتقادنا – رسالة غاية في الأهميّة ينبغي أن يستوعبها الجميع، وخلاصتها أن الجزائر أحدثت قطيعة نهائية مع (الظلامية) و(العقليات البائدة)، واسترجعت رشدها، فصارت تكرّم مستحقي التكريم من أبنائها، ما يعني – في المقابل – أنها لن تتوانى عن (قصف) المتخاذلين والطفيليين والمتسلقين ممّن ينتهكون حرمات «المسؤوليات» دون وجه حق..
وليس يفوتنا أن الرئيس تبون هو نفسه الذي استنفر أبناء الحماية، ووفر لهم كل أسباب نجاح مهمتهم التي أوكلها إليهم، فكانوا في مستوى الأمانة التي تحمّلوها، ورفعوا الراية الوطنية عاليا في محفل الأمم، فكانوا أحق بكرم العناية، ونالوا فضلا رفيعا، يبقى راسخا في تاريخ الأمّة، تماما مثلما كرّم العاملين بقطاع الصحة الذين تحمّلوا أعباء «كورونا»، وكرّم الرياضيين والإعلاميين، وكبار العلماء، والشباب من المبدعين وأصحاب الابتكارات، وآخرين كثيرين ثمّن جهودهم، فرسّخ فضيلة «الاعتراف» السامية، وهذه – في رأينا – تدخل في صلب التزام الرئيس بـ»أخلقة الحياة العامة»، فـ»الأخلقة» هي الضامن لنجاح جميع المشاريع، بل هي الأساس الأول الذي يرتفع عليه بناء الجزائر الجديدة، محصّنا بروح ثورة نوفمبر المباركة..
ونعلم أن الرئيس تبون، كما عرفه الجزائريون جميعا، لم يلتزم إلا بما ينفع الوطن. ولقد حقق للجزائر، قبل أن تنتصف عهدته الرئاسية، ما لم يتحقق لها طوال عهدات سابقة، تماما مثلما نعلم أنه لا يريد جزاء ولا شكورا؛ ولهذا نرى أن الاعتراف للرئيس تبون إنما يكون باتباع منهجه، والحرص على دعم جهوده بالإخلاص في القيام على الواجبات على جميع المستويات، كي يرتفع صرح الجزائر شاهقا، مثلما أراد لها الشهداء الأبرار..