لن يستغرب المتابع للوضع العام بالمنطقة، «شطحات الديك المذبوح» التي يمارسها المخزن، برداءتها المضحكة، فمن الطبيعي أن يشكّل البلد الذي عاد بدبلوماسية قويّة وإستراتيجية هادفة نحو تكريس الاستقرار لدى دول الجوار، تهديدا لنظام لم يخجل في لعب دور الوكيل والموظف لأجندات تسعى إلى زرع الفتن والنعرات بالمنطقة.
يرى الخبير الأمني والمحلل السياسي، أحمد ميزاب، أن «المخزن» بلغ مرحلة الانكشاف الاستراتيجي؛ لأن أوراقه أضحت كلّها مكشوفة وواضحة، وكل هذه المؤشرات لها ارتدادات عكسية ستعود ضد المخزن، وأضاف محدثنا أن الرسائل التي تضمنتها برقية وكالة الأنباء، كانت واضحة ومباشرة باعتبار أن التعاطي مع الانحرافات المتتالية التي يرتكبها المخزن المغربي، تجاوزت كل الحدود الحمراء وتستوجب أن يكون هناك نقاطا توضع على الحروف.
ووصف الخبير الأمني أحمد ميزاب، في تصريحات لـ «الشعب»، خرجات المخزن بـ»الجنون الذي يضرب منظومة فاقدة لتوازناتها والتي تحولت إلى مرحلة من الانكشاف الاستراتيجي في إطار توظيف أوراقها العدائية والتي تستهدف استقرار المنطقة بأكملها، لذا فمن الضروري أن يكون هناك رد حازم باعتبار أنه في إطار الرد يجب استعراض مجموعة من النقاط».
وأضاف ميزاب يقول إن نقطة مهمة تتعلق بكشف الخلفيات والأبعاد، باعتبار أنه ينبغي علينا أن نتعاطى مع هذه الخرجات من حيث وضعها في سياقها المنطقي والواقعي، وأضاف: «هنا تستوقفني نقطتان، إن المخزن المغربي يقوم بتصريف أزماته الداخلية وانتكاساته، وحالة الاحتقان الاجتماعي التي تسير في مؤشرات تصاعدية، تؤكد بأنها وصلت إلى مرحلة الانسداد في ظل غياب الحوار والاستجابة لمتطلبات المجتمع، إضافة إلى التحالف الذي أصبح اليوم واضحا بين هذا النظام والكيان الصهيوني».
ومن ناحية أخرى، يضيف محدثنا، قائلا إن «شطحات» المخزن هي محاولة تصريف النظر عن الأزمات الحاصلة داخل منظومة الحكم في إطار الصراع المركز داخلها، بحكم أن هناك أجنحة مختلفة ومتعددة في ظل غياب الملك ومجموع المؤشرات الدّالة واضحة في هذا الموضوع».
وقال ميزاب، إن العقلية التوسعية للمخزن المغربي، لا يمكن لها أن تنطلي على الغير، ولا يمكن لها أن تكون واقعا، «باعتبار أن الجميع أصبحوا ينظرون إلى هذا النظام بعين الحقيقة التي تبرز المساوئ والعيوب التي انجرّت عن الانزلاقات التي وقع فيها»، كما ان هذا النظام المخزني يبحث عن الخروج من المعضلات التي لها تراكماتها وانعكاساتها.
ملاحقات قضائية دولية..
وفي ذات السياق، ذكر ميزاب أن المخزن يواجه ملاحقات قضائية على المستوى الإقليمي والدولي، إثر الفضائح المتتالية والمتسلسلة، سواء تعلقت بالفضيحة المدوية التي تعرف بـ»ماروك غايت» بالبرلمان الأوروبي، والتي عرّت سياسة النفوذ التي يعتمدها هذا النظام في العديد من المؤسسات والهيئات الدولية، يضاف إليها فضائح التجسس ببرنامج «بيغاسوس» في إطار محاولات الابتزاز والتي لم يسلم منها حتى الاتحاد الإفريقي، ولا من يعتبره المخزن عدوا أو صديقا.
وأوضح محدثنا أن كل هذه العناصر أدّت بالمخزن إلى محاولة اللعب بهذه الورقة الخاسرة، وقال: «في رأيي الشخصي، المخزن يلعب بالنّار، فهو يعيش وضعا داخليا جد متشنج، ونستطيع القول إنه أصبح يفتقد الشرعية على المستوى الداخلي»، وأضاف أنه على المستوى الدولي، ينظر إليه على انه نظام فاسد، ويعمل على نشر الفساد بعد أن بلغت فضائحه البرلمان الأوروبي.
ومن ناحية أخرى، يرى محدثنا أن المخزن يسعى إلى اختلاق أزمات من أجل الهروب إلى الأمام دون أن يتحمل مسؤولياته تجاه العديد من القضايا، وبينها قضية الصحراء الغربية وحق تقرير المصير للشعب الصحراوي، بالإضافة الى محاولة التنصل من التزاماته الدولية والمواثيق المصادق عليها.
وأوضح ميزاب بأن المخزن كان يشتغل بصفة وكيل أو موظف لدى العديد من الأجندات في إطار صناعة اللاإستقرار بالمنطقة، بينما تعرف الدبلوماسية الجزائرية إشادة دولية في صناعة الاستقرار ومكافحة كافة أشكال الجريمة التي ثبت تورط النظام المغربي فيها، وهو ما أدى بالمخزن إلى هذه الممارسات و»الشطحات»، فالأمر ـ في الأخير ـ ليس سوى «شطحة الديك المذبوح».