في لقاء خصّ به الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي المحامي والناشط الحقوقي الجزائري والعضو المؤسس للمنظمة الدبلوماسية العالمية للعدالة والسلام منير قتال، أشاد الرئيس الصحراوي بالموقف الوطني والتاريخي للدولة الجزائرية تجاه القضية الصحراوية العادلة.
ودعا إبراهيم غالي إلى نقل المعركة القانونية إلى مختلف المحاكم الدولية حول موضوع نهب ثروات الشعب الصحراوي من طرف الاحتلال المغربي.
أوضح الناشط الحقوقي، منير قتال، في تصريحات خصّ بها “الشعب”، أنّ النقاش الذي دار بينه وبين الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي تمحور حول ملف الصحراء الغربية، نظرا للموقف الثابت للحكومة والدولة الجزائرية على تدعيم القضية الصحراوية وعلى الدور المحوري الذي تلعبه الجزائر في مختلف المحافل الدولية، وأشار محدثنا أنّ الجميع يعلم أنّ من أكبر حلفاء المغرب هما فرنسا وأمريكا بالإضافة إلى الكيان الصهيوني.
وأفاد المحامي منير قتال بأنّ الهيئات الدولية والمنظمات المعتمدة من قبل هيئة الأمم المتحدة بإمكانها أن تشكل ورقة ضغط على الرأي العام حتى لدى الدول التي يعتبرها نظام المخزن من أكبر حلفائه، وأوضح منير قتال أنّه وبصفته عضوا مؤسسا بالمنظمة الدبلوماسية العالمية للعدالة والسلام سيعمل على جلب وفد أمريكي عالي المستوى لزيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين والوقوف على ما يعانيه الشعب الصحراوي من اضطهاد جراء الاحتلال المغربي.
وبالعودة إلى فحوى الحوار الذي دار بين المحامي منير قتّال والرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، فقد أوضح محدثنا أنّ الرئيس الصحراوي أبدى أسفه كون المغرب لحد الآن لايزال يحتل أكثر من ثمانين في المئة من أراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، يشار إلى أنّ هذه الأخيرة قد تم الإعلان عن قيامها سنة 1976 من طرف جبهة البوليساريو بدعم وبمباركة من الدولة الجزائرية، وباعتراف من بعض الحكومات الإفريقية، لكن وإلى غاية اليوم لا يزال الاحتلال المغربي ينتهك سيادتها ويعيق استقرارها ويسرق وينهب مواردها.
وأضاف الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي في حديثه مع المحامي الجزائري أنّه أبدا لا يمكن نسيان مواقف الجزائر الثابتة تجاه الجمهورية الصحراوية الشقيقة، والتي من بينها التمسك بحق تقرير المصير للشعب الصحراوي، وبالتالي ضمان استقلال الصحراء الغربية ودعمها بكلّ الوسائل والإمكانيات المتاحة.
وقال قتّال أنّ الرئيس الصحراوي ذكّر خلال اللقاء الذي جمعهما بالثروات المتنوعة للجمهورية الصحراوية، ومنها الطاقات المتجددة كالرياح والمياه والطاقة الشمسية، بالإضافة إلى ثروات أخرى في مجال الطاقة غير المتجددة كالغاز والفحم والنفط، يضاف إليها ثروة بحرية ومناجم لثروات معدنية كالفوسفات الحديد والنحاس وموارد طبيعية كثيرة.
وأشار الرئيس الصحراوي إلى ثروة أخرى لاتقل أهمية عن الثروات السالفة الذكر وهي الثروة السياحية والمكان الاستراتيجي، فالصحراء الغربية قطب تجاري دولي وسياحي بامتياز، غير أنه وللأسف يتعرض للسطو والنهب الدائم دون أيّ وجه حق قانوني أو مشروع من طرف الاحتلال المغربي، رغم مطالبة الصحراء الغربية المجتمع الدولي لإيقاف استنزاف ثرواتها من طرف الاحتلال المغربي المتعاون مع شركات عالمية، مع تمكينها من الاستفادة بشكل مباشر وسيادي من مواردها وثرواتها.
وقال الناشط الحقوقي منير قتال أنّ الرئيس الصحراوي أقرّ له بأنّ الاحتلال المغربي يلقى مساندة من طرف بعض الدول الحلفاء له وبشكل يكاد يكون علني ومباشر مع اعتراف بسيادة نظام المخزن على الأراضي الصحراوية، وبالتالي فهو انتهاك صارخ للشرعية الدولية والتي تنص على حماية الأقليات وحقها في تقرير مصيرها واستقلال أراضيها.
وأضاف الرئيس الصحراوي أنه وبالرغم من كلّ هذا فالقضية الصحراوية تعرف دعما متزايدا لدى الرأي العام الدولي بحقها في الاستقلال وقيام اقليمها، خاصة أنّ الجزائر تعتبر أنّ أيّ انتهاكات وتهجمات على القضية الصحراوية بمثابة خط أحمر لا يمكن تجاوزه، فالقضية الصحراوية تأخذها الجزائر بشكل رسمي لرسم علاقاتها مع بلدان العالم وتعتبرها من أحد أهم قضايا القارة الافريقية.
وفيما يخص سبيل المقاومة الذي انتهجه الجيش الصحراوي، قال الرئيس الصحراوي أنّ جيشهم الأبيّ مستعد لتحرير البلاد واسترداد سيادته المنتهكة من طرف نظام المخزن، ويعمل على مواصلة المقاومة المسلّحة بكامل الأراضي الصحراوية المحتلة، وإلى غاية طرد الاحتلال المغربي ولو كلف ذلك استشهاد الجميع.
ومن جهة أخرى، أسرّ الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي للمحامي منير قتال أنّ الجمهورية العربية الصحراوية تعمل من خلال قنوات دبلوماسية إلى دفع القضية إلى الأمام أكثر وفضح نظام المخزن، خاصة انتهاكاته لحقوق أبناء الشعب الصحراوي بالإقليم، وهو ما يتعارض مع كلّ اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية.
وأوضح المحامي منير قتال أنّ المنظمة العالمية الدبلوماسية للعدالة والسلام والتنمية قدمت تسهيلات وتعاون لدعم القضية الصحراوية على مستوى الجهات القضائية الدولية، وتبيان كلّ الانتهاكات التي يتعرض لها الصحراويون، والتي يعمل عليها نظام المخزن ليلا ونهارا دون توقف ودون ضمير يذكر. وبدوره ثمّن الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي جهود المنظمة شاكرا مسعاها النبيل وموقفها الأصيل تجاه القضية.
ولم يتوان الرئيس الصحراوي في تجديد إشادته بالموقف الجزائري الذي لم يخيبه يوما حسب المحامي منير قتّال، وأكد الرئيس الصحراوي أنّ الجزائر هي الشقيق الأكبر دونما أن ينسى موقف الشعب الجزائري مع القضية الصحراوية.
وتطرق الرئيس إبراهيم غالي إلى المعركة القانونية التي يخوضها الآن الدكتور المحامي قتال منير ضد الاحتلال المغربي على مستوى محكمة الجنايات الدولية، وتمنى تحقيق المزيد من الانتصارات القضائية ضد نظام المخزن الذي ينهب ثروات الشعب الصحراوي، كما أشار الرئيس الصحراوي إلى ضرورة الدعوة لرفع العمل الجمعوي وبالتنسيق مع كلّ منظمات حقوق الإنسان داخل الأراضي الأمريكية، من أجل إحداث تأثير على الرأي العام هناك.
وكان الناشط الحقوقي الجزائري منير قتال قبل لقائه مع الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، قد تلقى ردّا من طرف المحكمة الجنائية الدولية بعد الشكوى التي أودعها عضو المنظمة الدبلوماسية العالمية للعدالة والسلام ضد الملك المغربي والمخابرات المغربية فيما يتعلق بالانتهاكات وعمليات الإبادة التي يتعرض لها الشعب الصحراوي، وبقضية المهاجرين الأفارقة الذين قتلوا في المغرب والتي فتح على إثرها المدعي المدني تحقيقا بعد أن قام المحامي منير قتال بتسليمه للأدلة المكتوبة والمرئية والمسموعة على حدّ قول هذا الأخير.