بعد إقرار لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي مقترح قانون يتعلق بشأن افتتاح وتشغيل مراكز ثقافية تركية وجزائرية بين البلدين، تستعد تركيا لافتتاح مركز تابع لـ«معهد يونس إمره” الثقافي لتعليم اللغة التركية بالجزائر. وللمعهد فروع في 46 دولة، بشبكة تتكون من أكثر من 60 مركزًا ثقافيًا عبر العالم. ونجد الجزائر حاضرة ضمن قائمة الدول التي تستضيف مراكز تابعة لـ«يونس إمره”، التي ينشرها الموقع الرمسي للمعهد.
نقلت وكالة الأناضول قول ياسين أكرم سريم، نائب وزير الخارجية التركي، إن بلاده تستعد لافتتاح مركز تابع لـ«معهد يونس إمره” الثقافي، لتعليم اللغة التركية في الجزائر. وأشار المسؤول التركي، في تصريح لنفس الوكالة، إلى إقرار لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي مقترح قانون يتعلق بشأن افتتاح وتشغيل مراكز ثقافية تركية وجزائرية بين البلدين. كما نوّه سريم بالعلاقات الأخوية والتاريخية بين تركيا والجزائر، قائلا: “نهدف إلى تعزيز علاقاتنا الثقافية وتعاوننا مع الجزائر”.
وأكد سيريم أن بلاده تحضر لافتتاح مركز لمعهد يونس إمره الثقافي التركي بالعاصمة الجزائر في مرحلة أولى، مع إمكانية افتتاح مراكز إضافية في مدن أخرى حسب الطلب والحاجة، مضيفا: “نلاحظ الطلب الكبير والرغبة والحماس على تعلم اللغة التركية في الجزائر”.
نشر ثقافة وفنون تركيا
وتأسس معهد “يونس إمره” في أنقرة عام 2009، وكوّن منذ تأسيسه “جسرا للتواصل بين تركيا والعالم، وسفيرا إلى مختلف الثقافات والحضارات، وطريقا يُعبد أواصر التواصل والتبادل الثقافي مع الدول الأخرى”. واختيرت هذه التسمية تيمنا باسم “يونس إمره” (توفي عام 1321)، وهو شاعر ومتصوف تركي، يوصف أسلوبه بالسهل الممتنع، وتناولت أشعاره حب الله والإنسان، وقيم العدل والفضائل الإنسانية.
وفي هذا الصدد، يشير المعهد أن أهم ما ميز هذا الشاعر، الذي كان صوفيًا من الأناضول عاش في القرنين الثالث عشر والرابع عشر، أنه “رمز للقيم الإنسانية والحب الإنساني والسلام الاجتماعي”. وبالتالي، يهدف المعهد إلى “الترويج لثقافة وفن تركيا في العالم، والعمل من أجل عالم أكثر سلامًا، حيث يفهم المرء الآخر بأكثر اللغات كفاءة وتأدبًا وفريدة من نوعها للحضارة”. ويضيف ذات المصدر: “من أجل تحقيق هذا الهدف وإظهار أن لدينا رأيًا للعالم بأسره، يجب أن نتحدث أولاً عن أنفسنا وقيمنا الثقافية بالطريقة الأكثر ملاءمة. ليس من قبيل المصادفة اختيار اسم يونس إمره لمعهدنا، الذي يعمل بنهج موجه نحو الناس. لم يساهم هذا الشخص العظيم في تطوير اللغة التركية بقصائده فحسب، بل قدم أيضًا رسائل تستهدف عيش الناس بسلام وضمن قيم مشتركة دون أي تمييز على أساس الدين، اللغة والعرق مع فلسفته المبنية على القيم الإنسانية العالمية. إنه هدف حدده معهد يونس إمره للحفاظ على هذه الفلسفة الأساسية في جميع أنشطته”.
وحسب ما اطلعنا عليه أيضا على الموقع الرسمي للمعهد، فإن رؤية هذا الأخير هي “زيادة عدد الأشخاص الذين يقيمون علاقات مع تركيا ويحبونها في جميع أنحاء العالم”، أما الرسالة التي يعلنها فهي “تعزيز اعتراف تركيا ومصداقيتها ومكانتها (برستيجها) على الساحة الدولية”.
واعتمادا على نفس المصدر، فإن “مؤسسة يونس إمره” مؤسسة “Foundation” عامة، تأسست للترويج لتركيا واللغة التركية وتاريخها وثقافتها وفنها، وإتاحة هذه المعلومات والوثائق ذات الصلة للاستخدام في العالم، وتقديم الخدمات في الخارج للأشخاص الذين يرغبون في الحصول على تعليم في مجالات اللغة والثقافة والفنون التركية، لتحسين الصداقة بين تركيا والدول الأخرى وزيادة التبادل الثقافي.
وحسب ذات الموقع، فإن للمعهد فروعا في 46 دولة، وأكثر من 63 مركزًا ثقافيًا في الخارج. والملفت للانتباه أن الجزائر مذكورة ضمن قائمة الدول التي تستضيف فرعا من فروع المعهد.
ويقوم معهد يونس إمره بإجراء دراسات لتعليم اللغة التركية في المراكز الثقافية المنشأة في الخارج، بالإضافة إلى إجراء أنشطة ثقافية وفنية للترويج لتركيا، وتقديم الدعم للبحوث العلمية. حيث، وبصرف النظر عن التعليم التركي المقدم في المراكز الثقافية، يتم دعم أقسام علم اللغة التركية والتعليم التركي من خلال التعاون مع المؤسسات التعليمية المختلفة في مختلف البلدان. كما يتمّ تنظيم العديد من الأنشطة للترويج للثقافة والفنون التركية من خلال المراكز الثقافية، ويتم تمثيل تركيا من خلال الأحداث الوطنية أو الدولية. ويقدم المعهد، إضافة إلى دورات اللغة العامة، دورات متخصّصة مثل اللغة التركية المستخدمة في عالم الأعمال وتلك المستخدمة في المجال الأكاديمي وغيرها.
وفُتحت مراكز “يونس إمره” الأولى في منطقة البلقان والعالم التركي والعالم العربي، واعتمادا على مصادر إعلامية، فإن “المعيار الأول الذي يدرس قبل افتتاح أحد المراكز هو التعداد السكاني للمنطقة التي سيفتتح المركز فيها، والمعيار الثاني هو الطلبات التي يتلقاها المعهد لافتتاح مراكز له، والمعيار الثالث هو وجود أو عدم وجود اتفاقية تعاون ثقافي مع الدولة التي سيُفتتح فيها المركز”.