شرعت مصالح التجارة، مع بداية العد التنازلي لشهر رمضان، في اتخاذ جملة من الإجراءات لضمان الوفرة، وهذا بالتزامن مع فتح 600 سوق جوارية على مستوى 58 ولاية، ما يكفل توفير المواد الغذائية واسعة الاستهلاك بالكميات المطلوبة والأسعار المعقولة المناسبة للمواطن.
عقدت وزارة التجارة اجتماعات تنسيقية عديدة مع مختلف الهيئات والمنظمات التجارية، المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، جمعية الأمان، جمعية حمايتك، الاتحاد الوطني لحماية المستهلكين، وبحضور الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، لوضع اللمسات الأخيرة الخاصة بالتحضيرات لشهر رمضان.. وإلى جانب قرار تزويد السوق بحصص إضافية من مختلف المواد الأساسية، تم الإعلان عن إطلاق 600 سوق جوارية.
وقال رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين والمستثمرين، الحاج طاهر بولنوار، في تصريح لـ»الشعب» إن كل المؤشرات وتصريحات دواوين الخضر والحليب واللحوم، تؤكد وفرة مختلف المواد الغذائية واسعة الاستهلاك، بالإضافة الى تطمينات المتعاملين الاقتصاديين والمنتجين الخواص بتغطية السوق بمختلف الاحتياجات الأساسية.
وأشار بولنوار، إلى إجراءات وزارتي التجارة والفلاحة، المتعلقة بإغراق السوق بحصص إضافية من المواد الأولية، على غرار بودرة الحليب، لضمان الوفرة بالشكل الذي يغطي طلبات المواطنين من هذه المادة التي يكثر عليها الطلب في رمضان، إضافة الى القمح الصلب واللين للمطاحن لصنع كميات معتبرة من مادة الفرينة الموجهة لمختلف الاستعمالات، حيث تعمل في هذا الصدد أكثر من 500 مطحنة على توفير السميد والفرينة خلال شهر الصيام.
بالنسبة للديوان الوطني للخضر والفواكه، أكد بولنوار أن المحاصيل المتوقع جنيها كافية لتلبية طلب السوق الوطنية، بالإضافة الى تأكيد الفلاحين على جاهزية منتجاتهم لشهر رمضان، مع تكثيف الجهود لتوفير مختلف أنواع الخضر والفواكه، وتوفير مختلف أنواع العصائر ومكونات الحلويات في هذا الشهر.
وأوضح بولنوار، أن المؤشرات تؤكد توفير المواد الأولية والاستهلاكية بما فيها الخضر والفواكه، حيث يتوقع توفير مليون و500 ألف طن، أي بفائض 3 آلاف طن عن الطلب الاعتيادي خلال رمضان، في حين يمكن أن يغطي الإنتاج الوطني من اللحوم، 80 ألف طن، أما البقية فيتم توفيرها عن طريق الاستيراد، إضافة إلى لحوم الجنوب، من أجل الوصول إلى 120 ألف طن من اللحوم الحمراء والبيضاء.
وينتظر أن تغطي لحوم الجنوب 20٪ من السوق الوطنية، وهذا ما يضمن، إلى جانب عملية استيراد اللحوم الطازجة، الوفرة خلال شهر رمضان، عن طريق نقاط البيع المخصصة التي تقدر، بحسب ما صرحت به مصادر من وزارة الفلاحة، بـ110 نقاط بيع.
وطمأن بولنوار المواطنين، في سياق آخر، كون الديوان الوطني للحبوب والديوان الوطني للحليب، اتخذا جملة من الإجراءات لتفادي الندرة خلال الشهر الفضيل، فهي عادة ما تلقي بالمستهلك في رحلة بحث شاقة، حيث أكد على توفير مختلف أنواع الحبوب، بالإضافة الى 115 ملبنة تحضر نفسها لتغطية الطلب الوطني من مادة الحليب ومشتقاتها.
الإنتاج متوفر.. والمشكلة التوزيع
من جهته، قال رئيس اللجنة الوطنية لموزعي المواد الغذائية، وليد مسعود، في تصريح لـ»الشعب»، إن الإنتاج الوطني من المواد الأساسية متوفر بالشكل الذي يغطي جميع الاحتياجات الوطنية، موضحا بخصوص الندرة المطروحة حاليا في بعض المواد، أن المشكل في بائعي الجملة الذين يشترون كميات قليلة لأسباب عديدة.
وأكد المتحدث أن الكميات القليلة الموجودة في الفضاءات التجارية ومختلف المحلات لا تكفي، فالإشكال ليس في الإنتاج، وإنما في الفوترة ورفض البائعين اقتناء كميات كبيرة، مما جعلها قليلة على مستوى الأسواق، مطالبا المواطنين بعدم الوقوع في «فوبيا الندرة» المطروحة، خاصة في مادة السميد.
وقال في هذا الشأن، إن غياب الفاتورة لدى بعض بائعي الجملة جعلهم يشترونها بكميات قليلة، بالإضافة الى الضرائب التي تقتطع من الفائدة بنسبة 50٪، جعلت التوزيع قليلا مقارنة بالسابق، نافيا نقص إنتاج المواد الأساسية المدعمة.
وبخصوص الأسعار، أوضح مسعود أن الزيادات مطروحة عالميا ولا تقتصر على بلادنا، حيث تقدر اليوم بـ15٪ في كل المواد، إلا أنها زادت بشكل أكبر في المواد الموسمية والفواكه الجافة، الجوز بـ200٪، الفول السوداني 100٪ واللوز 40٪.