تراهن شركات وطنية مصغرة في صناعة مستحضرات التجميل للعناية بالبشرة والشعر وترطيبها، على استخدام المواد الطبيعية كمادة أولية لصناعة هذه المنتوجات وبجودة عالية.
يشرف مختصون في الزيوت والكيمياء العضوية على هذه الصناعة الناشئة، في وقت أضحت الجامعة خزانا لتوريد كفاءات تساير سياسة الدولة في جعل الجامعة قاطرة الاقتصاد، تقدم الحلول ومشاريع بحث جادة،
إقتربت “الشعب اونلاين”، من بعض المؤسسات الناشطة في التجميل، باستخدام الزيوت الطبيعية لمستخلصات بذور النباتات، ونواة التمر، التي تحفز إنتاج الكولاجين لحماية البشرة من التجاعيد وترطيبها، منها شركة “اينوفا بالم” ببرج بوعريريج.
يقول ممثل الشركة الدكتور مختار بسوس، باحث في جامعة برج بوعريريج، مختص في المواد الدسمة والزيوت، أن فكرة استخدام نواة التمر لإستخلاص الزيوت المساعدة على ترطيب البشرة وعلاجها، كانت منذ خمس سنوات، لتجسد في 2023 كمحاولة لتثمين نواة التمر، التي تعتبر نفايات في المناطق الجنوبية، بإنشاء وحدة في جامعة برج بوعريريج شرعنا في الخطوات الأولى للإنتاج والتسويق”.
يضيف محدثنا: “حاولنا استخراج مادة تكون لها قيمة في السوقمن نواة التمر ، وكانت فيه أبحاث على هذه المادة بجامعات قسنطينة وبرج بوعريريج، واستخلصنا زيت طبيعي بالكمية والنوعية، اتبعنا طريقة استخلاص حديثة تجعل من المادة ذات جودة عالية وبمردود جيد، نحن في الخطوات الأولى لتثمين هذه المادة”.
الفريق العامل هو طاقم متكامل يضم جامعيين متخصصين يعملون في مخبر الجامعة باستخدام الآلات الحديثة، رفقة الدكتور بسوس، باعتباره باحث في جامعة برج بوعريريج، حيث يعول هذا الفريق على التصدير للخارج بضمان الجودة في تصنيع منتوج نفتخر به ويشرف الجزائر.
ويؤكد الدكتور بسوس أن الجامعة الآن شريك مهم في تنمية الاقتصاد الوطني باعتبارها قطب علمي يضم خبراء يقدمون حلولا، ترافق المختصين هذا يشجع على تصنيع منتوج ذي جودة أجريت عليه بحوث جامعية وهذا يعطي قيمة مضافة لمنتوجنا، يضيف الباحث.
في هذا السياق، يقول: “هناك طلبة أطرتهم في خمس سنوات في هذه المادة يعملون في شركات وأنجزوا أبحاثهم على هذه المادة، ويشتغلون أيضا في الآلات”.
المؤهلون لتصنيع مستحضرات التجميل
ويأمل ممثل شركة”اينوفا بالم”، أن المصنعين لمستحضرات التجميل يكونوا من أهل الإختصاص، حتى نضمن الجودة.
ويكشف عن مشاريع أخرى بالاستثمار في المادة الأولية الموجودة في الجزائر خاصة النباتات الطبية، وتوظيف مشاريع من الجامعة والمجتمع المدني.
ويضيف المتحدث: هناك طلبة يحملون مشاريع بحث في بعض النباتات الطبيعية، نود التعامل معهم، لان تلك النتائج يمكن توظيفها في المخبر والشركة، ولا تقتصر المواد على نواة زيت التمر.
ويؤكد أن ولاية برج بوعريريج، تتوفر على الشيح، إكليل الجبل، الضرو، صنوبر الألب بكميات كبيرة ويمكن الإستثمار فيها، باعتبارها المادة الأولية.
ويشير بسوس إلى أن الشركة تريد اقتحام السوق الخارجية بتصدير إنتاجها، ولديها طلبيات على مستوى الخارج، بقي فقط التحاليل، لأن البيع للخارج يتطلب ذلك حتى تكون للمنتوج قيمة مضافة ويباع بوسم “بيو”، إضافة إلى الموردين، الذين يقتنون نواة التمر، المادة الأساسية لاستخرج الزيوت يحملون شهادة المصادقة “بيو”، وهذا لإعطاء قيمة مضافة أعلى لهذا المنتوج عند تصديره.
لحد الآن، تتوفر الشركة على طلبيات من الولايات المتحدة الأمريكية، واتصالات مع السوق في المشرق دبي، قطر، السعودية.
وحسب الدكتور بسوس، لا يمكن للشركة تلبية كل المتطلبات في الوقت الحالي، لأن كمية المنتوج صغيرة لا تكفي التمويل وطنيا، وهي بصدد التفكير في توسعة هذا المشروع.
ويؤكد محدثنا أن المنتوج يحمي البشرة، والشعر لانه يتوفر على خصائص ومميزات فيزيوكيميائية، التي تساعد على ترطيب البشرة وتنظيفها، ويشير إلى أن الشركة تستغل المعارض لتموقع منتوجها، الذي شرع في التصنيع وخروجه إلى السوق رسميا في 2023.
ويضيف: “الحمد لله لدينا إقبال كبير للمستهلك على المنتج لكن للأسف، نحن في حيرة من أمرنا بين التوجه نحو التصدير أو الإبقاء على الإنتاج في السوق الوطنية، استيراتيجيتنا الحالية تستهدف السوق الخارجية، لان فيه قيمة مضافة كبيرة ونسوق للعلامة التجارية الجزائرية للخارج، ويساعد في دخول العملة الصعبة لفائدة الاقتصاد الوطني”.
ويؤكد ممثل شركة”اينوفا بالم”، أنه لحد الآن لا توجد مشاكل في الاستثمار لأن المشروع خاص فيه سيولة، المشكل تقني فقط في أن المادة الأولية تقتنيها من مناطق مختلفة، ويحاول المسؤولون حصرها كي تضمن تتبع المنتوج من البداية إلى النهاية وبجودة، وهذا يتطلب تحديد التعامل مع الفلاحين، الذين يبيعون المادة الأولية الطبيعية دون إضافة مواد كيماوية أو مسرطنة، وفق دفتر شروط أي أن الشركة تشتري من أيادي معلومة، كي نضمن الجودة.
بورملة: زيت التين الشوكي المعجزة
شركة “بانزي” متخصصة في التجميل والعناية بالبشرة والشعر، مكونة من فريق نسوي بامتياز هدفها مساعدة المرأة في التخلص من مشاكل البشرة والشعر، التي تعاني منها، بتوفير تشكيلة من المنتجات المصنوعة بمواد 100 بالمائة طبيعية، من أبرز منتجاتها “ماسك” ضد تساقط الشعر مصنوع فقط بالزيوت الطبيعية زيت الافوكادوا، الخروع، وزيت بذور البصل، زبدة الشية وزبدة كوكو جوز الهند.
إضافة إلى زيت بذور التين الشوكي الأصلي بماسك ضد التساقط طبيعي 100 بالمائة يوقف التساقط من ثاني إستعمال، ويبدأ الشعر ينمو من 20 يوما إلى شهر، وزيت جوز الهند أصلي، مثلما تؤكده نور الهدى بورملة، مهندسة في الكيمياء العضوية، في تصريح لـ”الشعب أونلاين”.
وتبرز بورملة، فوائد زيت بذور التين الشوكي، الذي يطلق عليه تسمية زيت المعجزة يزيل التجاعيد، وندوب حب الشباب والمسامات، التي تكون مفتوحة ويزيل البقع الداكنة، يرطب البشرة، وتوضح أنه علميا زيت التين الشوكي يحتوي على أحماض أمينية مشبعة من ضمنها حمض النوريك، هذا الأخير هو المسؤول على بناء البشرة، في الطبقة الخارجية للبشرة، إذا نقص هذا الحمض ينقص الكولاجين، وتصبح انكماشات في الوجه.
في الجزائر نباتات غنية بالمعادن والفيتامينات
وتؤكد أن هذا الزيت ممتاز لأنه مشبع بالاوميغا 3 و6 و9، والفيتامينات منها س، ج، ود، وفيه معادن، وكذلك زيت جوز الهند زيت طبيعي مفيد جدا لترطيب البشرة والجلد والشعر.
وتشير محدثتنا إلى أن الجزائر ودول المغرب العربي، تتوفر على نباتات وبذور وتربة صالحة وغنية بالمعادن والفيتامينات والاوميغا، أحسن ألف مرة من تلك التي تستورد من أمريكا وفرنسا، لأن مناخ المغرب العربي معروف عالميا أنه أحسن مناخ من حيث غناه بالفيتامينات والمعادن.
وأعطت مثالا عن نبتة الجوجوبا، هي نبتة سائدة أو نبتة المورينغا، هذه الأخيرة أجريت عليها بحوث ودراسات في الجزائر والسنغال والمغرب فوجدوا أن أحسن نبتة هي نبتة المورينغا في الجزائر، لان خصائصها عجيبة تتغير، ففي فصل الصيف تكون غنية بالفيتامين سي C، وفي فصل الشتاء تكون غنية بالفيتامين ج E، لهذا قررت شركة “بانزي” الاستثمار في هذا المجال بما انه طبيعي ليس مضر، ولا يحتوي على مواد كيمياوية، وفي الوقت نفسه تشجع منتوج بلادنا، لما لا نذهب للعالمية، تقول بورملة.
وتضيف:” المواطن الجزائري أصبح اليوم واعي بأهمية استخدام المنتوجات الطبيعية، لأن نتائجها وإن طالت مدة استخدامها فهي مضمونة، لأنها تغذي البشرة من الداخل، عكس المادة الكيماوية التي تظهر نتيجتها بسرعة لكنها اذا توقفت عن الاستعمال يتضاعف الضرر أكثر من الأول، حتى أكله أصبح صحي على غرار السنوات الماضية كانوا يتناولون المأكولات السريعة وغير صحية”.
وتقول أيضا أن منتجاتهم تباع للصيدليات، لأنه علاج دائم، والمادة الأولية متوفرة في الجزائر وذات جودة، بالمقابل، نقوم تملك الشركة أكاديمية للدورات التجميلية، تستهدف الراغبين في تطوير مستواهم المهني مع مدربات ذوات كفاءة وخبرة عالية في مجال التجميل.
توفر الأكاديمية تكوينا في أساسيات الحلاقة، والميكياج الاحترافي، التدليك الإسترخائي، تركيب وتزيين الأظافر، تلوين الشعر وتسريحات والتجميل العام لتنظيف البشرة، حيث تنشط الشركة منذ عامين.
هدفنا ولوج السوق الإفريقية
شركة “أبو السعد” مؤسسة جزائرية متخصصة في مستحضرات التجميل، ومنتجات الجلد، متواجدة في السوق الوطنية منذ خمس سنوات بسلسلة كبيرة من المنتوجات من غسول الشعر، الصابون لكل أنواع البشرة، وماسكات للوجه وغيرها، تستخدم مواد أولية مستوردة.
لكن الإنتاج بخبرة جزائرية مصادق عليه ومختبر من طرف أخصائيين في المخابر يحترم المعايير الدولية.
في هذا الصدد، يقول أيوب مجوبي، مسؤول تجاري في شركة أبو سعد، أن المشكل هو التزود بالمادة الأولية التي تأتي من الخارج، لكن القائمين على الشركة يحاولون ضمان المنتوج في السوق دون انقطاع.
تتعامل الشركة مع الصيدليات والقطاع شبه الطبي، خاصة في منتج غسول لنمو الشعر ونزع القشرة الأكثر طلبا لدى الصيادلة.
ويضيف أن هدف مشاركتهم لأول مرة في المعرض الدولي لمستحضرات التجميل، هو التعريف أكثر بعلامة أبو السعد لدى المستهلك الجزائري، خاصة المناطق التي لا يوزع فيها المنتوج، بالنظر إلى المنافسة الموجودة في السوق.
وتستهدف شركة “أبو السعد” على المدى القصير تلبية السوق الجزائرية، لأنه في إطار إيقاف الاستيراد هناك احتياج كبير لمجموع المؤسسات، التي تصنع منتجات التجميل، ولما لا التصدير.
وحاليا الشركة تصدر كمية قليلة من المنتوج نحو دول الإمارات وفرنسا، هدفها الأساسي هو ولوج السوق الإفريقية، وهناك إتصالات مع مؤسسات التصدير لتسهيل المهمة وأيضا مع شركاء في القارة.
وتلقت مؤسسة “أبو السعد” دعوات لحضور في معارض بالخارج، بتركيا، تونس، لأنهم أعجبوا بمنتوجاتهم، وهم يبذلون مجهودات كبيرة لضمان هذه المنتوجات الخاصة بالجسم أو الوجه أو علاج الشعر، وتسعى الشركة للحفاظ على هذه الجودة لأن المستهلك الجزائري أصبح متطلبا لكثرة استخدامه للمنتجات المستوردة في فترة معينة.
في هذا السياق، يقول مجوبي: ” المستهلك الجزائري عرف نوعية المنتج المستورد، لهذا لا يرضى بشئ أقل منها، نعمل المستحيل حتى يجد الجودة نفسها التي وجدها في المنتج الأوروبي”.