تواجه الجزائر في المرحلة المقبلة مجموعة من التحديات على مستويات عدة اقتصادية وسياسية وأمنية إقليميا ودوليا. وتسعى الدبلوماسية الجزائرية خلال هذه المرحلة، لتحقيق مجموعة من الأهداف، أبرزها الانضمام لمجموعة «بريكس» والاستفادة من المنافع الاقتصادية التي تمنحها هذه المجموعة، والبحث عن مزيد من النفوذ على المستوى الإفريقي وولوج الأسواق الأفريقية، خاصة وأن الجزائر عضو في منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
يشهد العالم، منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تغييرات كبيرة على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي، مع بداية تشكل أحلاف جديدة. وتسعى الجزائر بالنأي بنفسها عن تجاذبات الأقطاب الكبرى في النظام الدولي، من خلال الحفاظ على نفس المسافة بين المتخاصمين والحفاظ على مصالحها مع كل الدول، وسيكون أمام الخارجية مهام ثقيلة.
ولوج إفريقيا
تبنت الجزائر، خلال السنتين الماضيتين، سياسة تعزيز الاندماج الإفريقي على كافة الأصعدة اقتصاديا، سياسيا وأمنيا، مع تعزيز المنظمات الإقليمية وحمايتها.
وتمتلك الجزائر عدة أدوات لتحقيق هذا المبتغى، فعلى المستوى الاقتصادي تسعى الجزائر لجعل أنبوب الغاز نيجيريا- الجزائر واقعا، وتعزيز مكانة الجزائر باعتبارها مركزا إقليميا لتوزيع الطاقة. كذلك ولوج الأسواق الأفريقية يعد من الأولويات وفي هذا الإطار تعمل الجزائر على استكمال الطريق العابر للصحراء وربط الدول الإفريقية بكوابل الأنترنت لتعزيز الاندماج.
كما يعد الأمن في منطقة الساحل من الأوليات في المرحلة القادمة، وترعى الجزائر منذ سنوات طويلة معظم اتفاقيات السلام بين طرفي الصراع في مالي والتي تربطها حدود شاسعة بالجزائر، وتعرف المنطقة نوعا من الاستقرار الحذر، لكن الهدف الأساسي للدبلوماسية الجزائرية هو الوصول الى حل نهائي لهذا الصراع المستمر منذ سنوات.
الانضمام لمجموعة بريكس
كذلك تنظر دول بريكس إلى الجزائر كدولة تمتلك إمكانات اقتصادية كبيرة، وموقعا استراتيجيا مهما، باعتبارها بوابة إفريقيا.
وتسعى الدبلوماسية الجزائرية لتحضير الأرضية المناسبة واللازمة للانضمام لهذه المجموعة الواعدة وتحسين اندماج الجزائر في الاقتصاد العالمي والاستفادة من خبرة الدول الأعضاء في المنظمة ونقل تجاربهم الاقتصادية الناجحة للجزائر، وزيادة حجم الاستثمار الأجنبي المباشر.
اجتماع حركة عدم الانحياز
أعلن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن دول حركة عدم الانحياز ستعقد اجتماعا مصغرا في الجزائر خلال هذا الصيف. وترفع الدبلوماسية الجزائرية تحدي إنجاح هذه القمة تنظيميا وسياسيا. وتعول الجزائر على المنظمة عبر إعادة بعثها من جديد وفق المعطيات الحالية لحماية مصالح الجزائر والدول المنضوية تحتها.