استقبل الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، عمار بلاني، اليوم الاثنين، بمقر الوزارة، سفير المملكة العربية السعودية بالجزائر عبد الله بن ناصر البصيري، حسب بيان لوزارة الخارجية.
شكل اللقاء فرصة سانحة للطرفين للتنويه بعمق ومتانة العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين وللتأكيد على الحرص المشترك والإرادة القوية التي تحذو القيادتين الجزائرية والسعودية للارتقاء بالتعاون الثنائي في شتى المجالات إلى مستويات أرحب تعكس مقدّرات البلدين ومكانتهما المميزة و أدوراهما الريادية في الساحتين الإقليمية والدولية.
في هذا السياق، استعرض الطرفان الاستحقاقات الهامّة المسجلة على أجندة العلاقات الثنائية في الفترة المقبلة، لاسيما اجتماع لجنة التشاور السياسي المزمع عقدها شهر ماي القادم برئاسة وزيري خارجية البلدين، و شدّدا على أهمية تهيئة كافة الظروف الكفيلة بإنجاح هذا الاستحقاق المهم.
واتفق الجانبان على ضرورة عقد الدورة الرابعة عشر للجنة المشتركة الجزائرية السعودية في أقرب الآجال لاستكشاف مجالات وفرص جديدة للتعاون والشراكة بين البلدين، لاسيّما على ضوء التسهيلات الجبائية والضمانات التشريعية الكبيرة التي يمنحها قانون الاستثمار الجديد في الجزائر للمستثمرين الأجانب.
وعبّر السفير السعودي بهذا الخصوص عن استعداد ورغبة رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية في زيادة استثماراتهم بالجزائر والاستفادة من المزايا الكبيرة التي باتت تتيحها السوق الجزائرية الواعدة في ظل الإصلاحات الاقتصادية الهامة التي أقرّتها السلطات العمومية.
على صعيد آخر، تطرّقت المباحثات بين الجانبين إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
في هذا الإطار، أعرب السفير عبد الله بن ناصر البصيري عن تقدير القيادة السعودية البالغ للرئاسة الجزائرية الناجحة للجامعة العربية وتثمينها للجهود والمساعي الحثيثة التي يبذلها رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون للمّ شمل الدول العربية والدفاع عن مصالح الأمة وقضاياها العادلة وتحسين منظومة العمل العربي المشترك.
من جهته، نوّه بلاني بالجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية في سبيل إنجاح القمة العربية بالجزائر وشدّد في هذا السياق على أهمية تعزيز التشاور والتنسيق القائم بين البلدين لمجابهة التحديات الجسيمة التي يواجهها العالم العربي في ظل السياقات الدولية الراهنة الموسومة بالمخاطر والاستقطابات الحادّة.
كما جدّد الأمين العام ترحيب الجزائر بقرار المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، مضيفا بأن هذه الخطوة الإيجابية من شأنها تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتحسين قدرة الدول العربية والإسلامية على الاستجابة الجماعية والفاعلة للتحديات والمخاطر سالفة الذكر، والدفاع عن المصالح الحيوية للأمة، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني العادلة.