من حسنات أنترنيت الألياف البصرية، أنّها تمكّن مستعملها من تدفق عال يسمح باستقبال القنوات التلفزيونية المعروفة في (الثقافة الجديدة) بـ (تلفزيون بروتوكول أنترنيت)، ما يسمح بمراكمة عدد (مهول) من القنوات المتوفرة، دون حاجة إلى تدوير (القصعة) والبحث عن التردّدات، مع إعفاء كامل شامل من (الكوابل السّوداء) التي تخترق الجدران والنوافذ، وتقتحم المناظر الجميلة فـ (تندب لها)، إذ يكفي الواحد من الناس أن يحمّل تطبيقا خفيفا ظريفا، فيثبّته على التلفزيون، ثم تتهاطل القنوات من جميع أنحاء العالم، لا يضيرها تهاطل الأمطار ولا عصف الرياح..
ولن نأتي بجديد إذا قلنا إن الفرصة مواتية جدا، مع الألياف البصرية، لاستعادة جمال واجهات العمارات، والتخلّص من أطنان (الهوائيات المقعرة) التي تشوّه المنظر العام، غير أنه ينبغي أن ننتبه إلى أن معظم مستعملي التلفزيونات الجديدة، عبر أنحاء العالم أجمع، يلجأون إلى تطبيقات لا يعرفون مصدرها، وإن كانت أسعارها معقولة، وهي عادة تتوقف حين (يتفطّن) أصحاب التلفزيونات، فيغلقوا المصادر التي تستولي على بثهم دون وجه حق، لتبدأ رحلة البحث عن تطبيق جديد يقوم بالواجب، وهكذا دواليك..
وقد يكون في متناول مؤسسة كبرى بمستوى «اتصالات الجزائر» أن تضيف خدمة التلفزيون في أليافها البصرية، بمقابل يكون في متناول المواطنين، فترفع عنهم الغبن الذي يعيشونه مع (الفلاشاج) و(الديكوداج) وما شابه من أساليب تفكيك الشيفرات، وتسمح لهم بمتابعة تلفزيوناتهم التي يتخيّرونها بعيدا عن شبهات (التهكير)، فيكون الفوز فوزين، حين يحظى المواطن بمتابعة برامجه التلفزية بطريقة مشروعة، وتحظى العمارات والبنايات بصورتها الجمالية التي حرمت منها منذ اختراع (القصعة)..
هو مجرد مقترح لا نعرف إن كان ممكن التطبيق، غير أن (الثقافة الرقمية) تفرض البحث عن أمثل استغلال لأدواتها..