الصيام قيمة علاجية ينصح بها أطباء العالم كعلاج لأمراض، من أعقدها السرطان، بعد أن اكتشفوا فوائدها الصحية على أساس اتباع حميات غذائية تحوي الصيام المتقطع.
وانصب جلّ اهتمام البحوث العلمية بعوامل صحّية مختلفة مثل التغذية التي أصبحت بإمكانها أن تؤثر على صحة الأفراد نحو اتجاهين مختلفين الأحسن أو الأسوأ لاسيما في فترات الصيام أو الإفطار،
ما أوضحه لنا الدكتور عبد العزيز بادك، طبيب عام وعضو في جمعية مرضى السكري «أضواء» لولاية الجزائر في لقاء خصّ به جريدة «الشعب»، عشية استقبال شهر رمضان الكريم.
«الشعب»: هل يمكننا أن نعتبر النظام الغذائي للأفراد العاديين أحسن وقاية من السكري؟
الدكتور عبد العزيز بادك: بالنسبة للتغذية الصحية عامة، وفي شهر رمضان خاصة، لاسيما لدى المصابين بالسكري أو غيرهم من الأشخاص، فإن اتباع نظام غذائي صحّي أكثر من ضرورة، فلعلمكم لقد أشارت إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى مؤشر خطير لدى الفرد الجزائري فيما يخص نوعية غذائه حيث يمثل معدل استهلاك الخبز المصنوع من الدقيق الأبيض لدى الفرد الجزائري خبزة ونصف يوميا، وهذا ما يفوق بكثير المستويات العادية مما يجعله عرضة للإصابة بمرض السكري بالنظر لما تحمله هذه المادة غير الصحية من تأثيرات على صحة الأفراد بالنظر لاحتوائها على نسبة كبيرة من الغلوسيدات، وهذا النوع من الاستهلاك غير المتوازن يمكنه أن يؤدي إلى الإصابة بتذبذب مستويات السكر في الدم لدى المصاب بالسكري مما يشكل عامل خطر على صحته إضافة إلى تعقيدات أخرى يمكن أن تحدث إن لم يحرص على تغيير نمط غذائه اليومي نحو استهلاك خبز مصنوع من السميد الكامل أو من النخالة أو الشعير بدل الدقيق الأبيض.
كيف يُفطر مريض السكري في رمضان؟
نريد أن ننبه إلى أمر مهم جدا وهذا بالعودة إلى الإجابة على سؤالكم حول كيف يكون إفطار مريض السكري بعد الصيام فيما يخصّ ذلك، إننا نحرص لاسيما نحن كأطباء وأخصائيين في الصحة من خلال كل ما نقوم به على مستوى جمعية أضواء على توعية مرضى المصابين بالسكري بأهمية هذا الجانب فبعد صيامه لأزيد من 15 ساعة في اليوم، فإنه يتحتم عليه إتباع إجراءات احترازية لأن قبل الإفطار تكون المعدة فارغة لذلك ننبّه لخطورة تناول مريض السكري في أوّل وجبة للإفطار أي مباشرة مع الافطار لغذاء يحوي مادة السكر مثل التمر أو العصائر التي يمكنها أن تحوي تركيزا عاليا من السكريات، لأن امتصاصها السريع لهذه المادة يمكن أن يحدث لدى مريض السكري بعد أقل من نصف ساعة ارتفاع مفاجئ لنسبة السكر في الدم مما يشكل خطورة على صحته ومن بين أخطر المضاعفات التي يمكن أن تحدث لدى المصاب بالسكري في هذه الحالة هو إمكانية الإصابة بارتفاع في الحامض الكيتوني الخاص بمرض السكري acidocétose diabétique (ويعد الحامض الكيتوني السكري من المضاعفات الأيضية الحادة لمرض السكري التي تتميز بارتفاع السكر في الدم وفرط كيتون الدم والحامض الاستقلابي يتسبب في ارتفاع السكر في الدم وفي إدرار البول التناضحي مع فقد كبير في السوائل مما يؤدي إلى الإصابة بالجفاف، بحسب مصدر طبي).
ما هو أنسب غذاء لإفطار صحّي؟
ننصح مريض السكري بأن يفطر على شربة ماء ومن الأحسن أن يكون أوّل ما يتناوله على معدة فارغة كما سبق وأن ذكرت بعدها يمكنه أن يختار غذاءً مكونا من الألياف عندما يسألنا المصاب بالسكري نوجهه نحو أحسن وجبة هي السلطة لأنها تساعد على الإحساس بالشبع، وهكذا يمكن أن يتناول مريض السكري وجبة بأقل نسبة من الغلوسيدات من حيث الكمية اللازمة لحالته لأنها مشبعة بالألياف.
يمكن أن يذهب الشخص المصاب بالسكري بعد ذلك إلى صلاة التراويح، وهي تعتبر أحسن رياضة يمكن ممارستها في شهر رمضان لحرق الفائض من الدهون والسكريات. وفي رمضان بما أن أغلب الأشخاص في وجبات إفطارهم يعتمدون على مواد غذائية تتكون خاصة من الدهون والسكريات بما فيها الحلويات المعسّلة مثل قلب اللوز والزلابية ننصح بالطبع مريض السكري بحسب حالته الصحية أن يتجنب تناولها وإذا كان عنده استقرار في نسب السكر في الدم لديه، من الأحسن أن يتناول نصف حبة أو أقل من هذه الحلويات التي نستهلكها نحن الجزائريون بكثرة في السهرات الرمضانية ويعقب تناولها بشرب الشاي، لكن دون إضافة السكر، لأنه يعمل على الانقاص من سرعة الامتصاص، وهو مضاد للأكسدة، لأنه يقوم بطرح الفائض من المادة المهدرجة أو المؤكسدة والمواد السامة، وهذا ما يجعل الشاي مفيد جدا وفعاليته تتمثل في تناوله مرّ أي بدون سكر، وهكذا يمكن تحقيق التوازن في الوجبات ومن الأفضل الابتعاد عن تناول الحلويات التي ذكرتها في وجبة السحور ومن الأفضل التوجه نحو الغذاء الذي يحوي سكريات بطيئة في هذه الوجبة لكي نتمكن من مواصلة الصيام ليوم كامل.