شهد هذا الشهر بلوغ 18 طالبا جزائريا المراحل المتقدّمة في الدورة الثانية من مبادرة الموهوبين العرب، التي ترعاها مؤسسة “موهبة” بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو”.
كان 48 طالباً من الجزائر قد شاركوا في الاختبارات، ووصل منهم إلى المرحلة التالية موهبتان استثنائيتان، وثمانية موهوبين، وثمانية واعدين بالموهبة. وأكثر من ذلك، شهد حفل الإعلان عن المتأهلين، الذي احتضنته العاصمة السعودية الرياض، تكريم الطالبة الجزائرية شيماء العربي.
كان الشهر الجاري موعدا لإعلان مؤسسة “موهبة”، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو”، أسماء 376 موهبة عربية، اكتُشفت من خلال مبادرة “الموهوبون العرب” في دورتها الثانية، وهو الرقم الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس). وأضافت الوكالة أن الطلبة المنتقين مثلوا 15 دولة عربية، من ضمنها الجزائر. وشارك من الجزائر 48 طالباً وطالبة، وصل منهم إلى المرحلة التالية موهبتان استثنائيتان، وثمانية موهوبين، وثمانية واعدين بالموهبة. وإجمالا، اختير 376 من الموهوبين العرب، بواقع 33 طالباً صُنِّفوا مواهب استثنائية، و152 طالباً مواهبَ، و191 واعدين بالموهبة.
وكان حفل إعلان أسماء المتأهلين في الدورة الثانية من المبادرة، قد عرف تكريم ممثلة الجزائر، الطالبة شيماء العربي، التي أكدت للإعلام أن تكريمها جاء “نتيجة تفوقها في مجالات مختلفة، مثل الفيزياء، والرياضيات، واللغة العربية، والمرونة العقلية”. ووصفت شيماء شعورها بهذا التفوُّق قائلة: “أفتخر بتمثيل بلدي الجزائر بأفضل شكل، ويعود الفضل في ذلك، بعد الله، إلى والدتي التي شجَّعتني وساعدتني للمشاركة في هذه المسابقة”، كما عبّرت عن أمنيتها بأن تدرس الذكاء الاصطناعي، وتطوِّر موهبتها في الرياضيات.
ما هي “مبادرة الموهوبين العرب”؟
بحسب موقعها الرسمي، فإن “مبادرة الموهوبين العرب” ثمرة شراكة بين مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة”، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو”، من خلال “إطلاق نوعي لعمل عربي مشترك يتمثل في برنامج تنفيذي للموهوبين العرب، تحت مسمى “مبادرة الموهوبون العرب”، تهدف إلى “نشر ثقافة الموهبة ودعم رعاية الموهوبين في العالم العربي، وقيادة حراك لاكتشاف الموهوبين ورعايتهم واحتضانهم في العالم العربي، ونشر الوعي حول الموهوبين، للمساهمة في بناء قادة التغيير من الطاقات العربية الشابة والواعدة ورعايتهم من أجل مستقبل زاهر”. وتأتي المبادرة امتداداً للتعاون السابق بين “موهبة” والألكسو في توقيع مذكرة تفاهم لإعداد “الاستراتيجية العربية للموهبة والإبداع في التعليم العام”، والتي جاءت تنفيذاً لتوصيات المؤتمر السادس لوزراء التربية والتعليم العرب عام 2008.
ومن معايير وشروط الاشتراك، أن يكون المترشح حاصلا على نسبة 95% إلى 100% في نتيجة التحصيل الدراسي، أو متميزا بشكل استثنائي عن أقرانه في مادتي العلوم والرياضيات. كما يتم ترشيح الطلبة المحقّقين إنجازات نوعية في مجالات العلوم والتقنية (مسابقات ـــ أبحاث ـــ ابتكارات). ويجب أن يحمل المرشح جنسية البلد المرشح منه، وأن يكون متواجدا داخل الدولة التي قامت بترشيحه.
ومنذ أن أُطلِق البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين في السعودية عام 2011، فقد تضمَّن حتى الآن أداء أكثر من 466 ألف اختبارٍ، نتج عنه اكتشاف أكثر من 161 ألف موهوبٍ وموهوبة. مبادرة الموهوبين العرب تبدأ في كل دورة من توزيع منظمة الألكسو دعوات لجميع وزارات التعليم في الدول العربية، لترشيح 100 طالب وطالبة من كل دولة للدخول في مقياس قدرات العقل المتعددة، وبعدها يؤدون الاختبار بمراكز متخصصة في كل دولة. ويتمّ ترشيح الطلبة الذين أكملوا الصف التاسع ومنتقلين للصف العاشر (أي الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و16 سنة).
ودائما وفق الموقع الرسمي للمبادرة، فقد تم تطوير مقياس خاص لمبادرة “الموهوبون العرب”، بما يوائم البيئة والثقافة العربية المتنوعة، وهو خاص باكتشاف الموهوبين والمبدعين في العالم العربي، ويعتمد على منهجية علمية ترتكز على أفضل الممارسات التربوية العالمية، ويطبق المقياس عن بعد، للطلبة المرشحين من قبل الجهات المعنية في الدول العربية. ويهدف هذا المقياس إلى الكشف عن القدرات والمهارات الكامنة لدى الموهوبين والمبدعين من خلال عدد من الأسئلة تشمل الأبعاد التالية: المرونة العقلية، الاستدلال الرياضي والمكاني، الاستدلال العلمي والميكانيكي، والاستدلال اللغوي وفهم المقروء.
وستقدم “موهبة” حزمةً من البرامج لتنمية قدرات الموهوبين العرب، على غرار برامج رعاية (حضورية وعن بعد) لأصحاب المواهب الاستثنائية، وبرنامج التميز للالتحاق بالجامعات المرموقة، ويتضمن تقديم الإرشاد والاستشارة والتوجيه وتدريبهم على القيادة.